مظهر السعيد.. شكراً
تحافظ الرياضة للآن على تقاليد ديمقراطية الجوهر ، وربما بسبب ارتفاع او ضرورة "الروح الرياضية" ، هذا المصطلح الذي ندعو اليه ليل نهار ونخدشه احيانا ، لكنه باق في المناهج والسلوك عند الرياضيين ويعتبر جوهرياً واساسياً في الحكم على اللاعبين والمدربين ، فالروح الرياضية مهمة لكل من تطأ قدماه الملاعب الرياضية.
جوهر السلوك الرياضي هو أن يتحمل المدرب أو واضع الخطة والبرنامج نتيجة خطته ، وفي حال النجاح يكمل المشوار واذا ما تعثر او اختلت المعادلة سرعان ما يستقيل المدرب بوصفه مسؤولا عن الخلل حتى وان كان السبب عدم التزام فريقه بالخطة الموضوعة.
في الامس ، كان شيخ المدربين في الاردن واكثرهم حصداً للالقاب يقدم استقالته من تدريب النادي الفيصلي بعد أن تعثر الفريق في مباراته امام شقيقه الوحدات الذي بات وفق تحليل الرياضيين اقرب الى بطولة الدوري من الفيصلي رغم احتمالية ان تنقلب الموازين في المباريات القادمة.
مظهر السعيد يعرف شروط اللعبة ويحترمها ، وله في الملاعب ذكريات تفرض نفسها احتراماً وتقديراً يمكن أن تشفع له هذه الخسارة لكنه آثر الانحياز للتقاليد الراسخة والمحكومة بالاطار الأخلاقي "الروح الرياضية" فقرر ان يتحمل وزر خطته واختار المغادرة.
الروح الرياضية او فكرة تحمل الخطأ ثقافة معدومة في غير الساحة الرياضية ، بل وتشهد تراجعا مع احتفاظ الرياضيين دون غيرهم بهذه الميزة المفقودة في ملاعب أخرى سياسية واجتماعية واقتصادية.
الملاعب ليست رياضية فقط ، فالديمقراطية يختصرها الناس بانها لعبة وكذلك السياسة والانتخابات ومع ذلك ، يتمسك اللاعبون في الملاعب السياسية والاجتماعية والاقتصادية بمركزهم دون أدنى اعتبار "للروح الرياضية".
ثقافة الملاعب يجب تعميمها على كل الأطراف دون تمييز ويجب الاحتكام لها من الجميع وإلاّ فإنّ الروح الرياضية ستكون هي المفقودة في مجتمعنا. والشكر للمدرب القدير مظهر السعيد.
الدستور