جمعية صناع الحرف التقليدية: النظام الجديد سيحسن أوضاع الحرفيين الاقتصادية والإجتماعية

الرابط المختصر

في خطوة لتعزيز الصناعات الإبداعية المحلية وتخفيف الأعباء عن الحرفيين، أقر مجلس الوزراء مؤخرا  نظام الحرف والصناعات التقليدية والشعبية والمتاجرة بها لعام 2025، بهدف دعم هذا القطاع الحيوي الذي يشكل مصدر دخل رئيسيا لآلاف الأسر الأردنية.

يأتي النظام الجديد في سياق تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، متضمنا حزمة من الإعفاءات، منها إلغاء رسوم الترخيص والكفالات المالية، وتقديم تسهيلات إضافية للنساء والأشخاص ذوي الإعاقة العاملين في هذا المجال، الذين يشكلون معا أكثر من 84% من منتسبي جمعية صناع الحرف التقليدية في الأردن.

وتقدر نسبة الأسر التي تعتمد على الحرف اليدوية كمصدر دخل رئيسي بأكثر من 6% من الأسر الأردنية، بحسب تقديرات غير رسمية، كما شهدت المنتجات الحرفية الأردنية حضورا لافتا في أكثر من 28 دولة من خلال مشاركات دولية للجمعية، التي تمثل الأردن رسميا في مجلس الحرف العالمي، وأسهمت في تصنيف مدينة مادبا كعاصمة الفسيفساء العالمية.

ويمثل هذا القرار استجابة لمطالب متكررة من العاملين في هذا القطاع، الذين يواجهون تحديات تتعلق بتسويق المنتجات، وغياب الأسواق الدائمة، بالإضافة إلى منافسة المنتجات المستوردة التي تحاكي التصميمات التراثية الأردنية دون أن تحمل الهوية الوطنية.

 

أهمية تعزيز التسويق والتصدير

رئيس الجمعية الأردنية لصناع الحرف التقليدية رائد البدري في حديثه لـ "عمان نت" يعبر عن ترحيب الحرفيين في جميع أنحاء المملكة بهذا القرار، مؤكدا أنه سيسهم بشكل كبير في تحسين أوضاعهم وظروفهم، موضحا أن الظروف التي يعيشها الحرفيون، خاصة أولئك الذين يعانون من ضعف في التصدير للسوق السياحي، أصبحت صعبة للغاية.

ويشير البدري إلى أهمية وضع القوانين والأنظمة التي تدعم الحرفيين وتحفظ منتجاتهم، مؤكدا أن هذه الحرف تمثل الهوية الوطنية للأردن، مضيفا أن الحرفيين في الأردن يعملون في مجموعة متنوعة من الصناعات، بما في ذلك الفسيفساء والخزف والفخار والتطريز، ويعتمد الكثير منهم على العمل اليدوي الذي يعكس تاريخ وثقافة المملكة.

ويقول إن الحرفيون الذين ينتجون هذه الأعمال يدويا يحتاجون إلى الدعم، خاصة في توفير الأسواق المناسبة لمنتجاتهم، مؤكدا  نحن بحاجة إلى تنظيم هذا القطاع ضمن إطار مجلس وطني يضم جميع الجهات المعنية.

ويؤكد البدري على أهمية توجه الحكومة نحو جعل المنتجات الحرفية الأردنية الهدية الرسمية للوفود الحكومية والمشاركين في المؤتمرات، حيث صدر تعميم رسمي يقضي بأن تكون الهدايا الرسمية في جميع المؤتمرات من صنع الحرفيين الأردنيين، مشيرا إلى أن المنتجات الحرفية الأردنية تتمتع بجودة فنية عالية، ولديها القدرة على التنافس في الأسواق العالمية، معتبرا المعارض المحلية والدولية فرصة هامة لعرض هذه المنتجات وتسويقها، حيث شاركت الجمعية في 28 دولة وحصدت جوائز دولية، بما في ذلك جائزة مدينة مادبا كـ "عاصمة الفسيفساء العالمية".

 

دعم الأشخاص ذوي الإعاقة والحرفيات الأردنيات

من جانب آخر، يشير البدري إلى أن 84% من أعضاء الجمعية هم من النساء، وهناك عدد كبير من الحرفيين ذوي الإعاقة الذين أظهروا إبداعا استثنائيا في مجالات الحرف المختلفة مثل الفسيفساء والخزف، مؤكدا أن هؤلاء الحرفيين بحاجة إلى دعم إضافي لتمكينهم من تطوير منتجاتهم وتحسين ظروفهم المعيشية.

وتابع البدري من المهم أن يتم إعفاء هؤلاء الحرفيين من بعض الرسوم والتكاليف المتعلقة بإنتاج وتسويق منتجاتهم، مما يساعدهم في تحسين دخلهم ويخفف عنهم الأعباء الاقتصادية.

بالإضافة إلى ذلك، يدعو البدري إلى إنشاء أسواق دائمة للحرفيين في مختلف المدن الأردنية والمواقع السياحية، مشيرا إلى "مجمع رغدان السياحي" في عمان الذي يضم 160 محلا فارغا منذ سنوات، رغم كونه موقعا استراتيجيا بالقرب من المدرج الرومانين، ويقول البدري إن تشغيل هذا المجمع سيسهم بشكل كبير في إبراز المنتجات الحرفية للأردنيين والترويج لها أمام السياح والزوار، مما يساعد على زيادة الإقبال على هذه المنتجات.

كما يؤكد على أن الحرفيين الأردنيين قادرون على المنافسة على المستوى المحلي والدولي، مشيرا إلى النجاحات التي حققها بعض الحرفيين الأردنيين في مسابقات دولية، مثل فوزهم بجوائز في الصين وإندونيسيا في مجالات النحت الخشبي والخزف.

ويوضح أن مستقبل الصناعات التقليدية في الأردن واعد، حيث يمكن للحرفيين المنافسة على المستوى الدولي بما أن المنتجات الحرفية الأردنية تحكي قصصا عن التاريخ والثقافة الأردنية، كما أن هناك خطة لإقامة مهرجان الفسيفساء الحجري الأول، وهو ما سيساهم في إبراز هذا الفن العريق.

فيما يتعلق بالأنشطة والفعاليات تنوي الجمعية تنظيم معرض دولي لمنتجات الحرفيين لذوي الإعاقة في شهر تشرين المقبل، بالإضافة إلى معرض دولي للخزف والفخاريات، مع التنسيق مع وزارة الثقافة وأمانة عمان ووزارة السياحة لترويج المنتجات الحرفية الأردنية.