المحافظ الرقمية واثرها على النمو الاقتصادي وتعزيز للشمول المالي

الرابط المختصر

تجاوز عدد مستخدمي نظام كليك 1.2 مليون مستخدم مع أكثر من 30 مليون حركة تحويل خلال عام 2024 فقط، بقيمة فاقت 5 مليار دينار، عبر نحو 12 مليون حركة مسجلة الشهر حزيران الماضي، وفق إحصاءات الشركة الأردنية لأنظمة الدفع والتقاص (جوباك).

هذه الأرقام تشير إلى أن الدفع الفوري لم يعد خيارًا، بل صار عادة يومية للكثيرين خاصة مع تسارع التحولات الرقمية في السنوات الأخيرة، وبروز المحافظ الالكترونية كأحد أبرز أدوات الدفع الجديدة، لكن هذا التحول لا يخلو من تحديات تتعلق بالثقافة المالية 

وفي حديث لموقع عمان نت  أكد مستشار السياسيات المالية والنقدية عدلي قندح الى ان هذا التغيير يعكس نضجًا رقميًا تدريجيًا أكثر من كونه مجرد استجابة لراحة التكنولوجيا. وفقًا لمجموعة من المؤشرات العالمية والمحلية، فقد تسارعت وتيرة التحول الرقمي بعد جائحة كورونا، حيث فرضت الجائحة واقعًا جديدًا شجّع الناس على تقبّل وسائل الدفع الرقمية كبديل آمن وسريع

 ويبين انه لا يمكن إنكار أن سهولة الاستخدام والراحة هي من العوامل الأساسية الدافعة لهذا السلوك، لا سيما لدى الفئات الشابة. ومع ذلك، استمرار هذا السلوك وتحوله إلى “اعتياد” يدل على مرحلة متقدمة من تبني الثقافة المالية الرقمية، ما يؤكد أن هذا التحول سيبقى طويل الأجل ويستمر في التطور مع تحسن البنية التحتية الرقمية ونمو المحافظ الإلكترونية مثل "كليك"

وعزز حديثه بإيجابيات الدفع عبر الهاتف وهي سهولة الاستخدام والسرعة إضافة الى تقليل الاعتماد على النقد وبالتالي تعزيز الشمول المالي ودمج المستخدمين في الاقتصاد الرقمي لاسيما غير المشمولين مصرفيا وتتبع فوري للمعاملات ما يعزز من إدارة الميزانية الشخصية.

وشكل الأردنيون ما نسبته 96.3% من مستخدمي المنصة ، بينما بلغ عدد المستخدمين من جنسيات بنسبة 3.7%، بحسب البينات التي كشفت أن النسبة الأكبر من مستخدمي “كليك” في الأردن هم من الذكور بنسبة 62.1%، مقارنة بنحو 35% من الإناث.

ويشير مستشار السياسيات المالية والنقدية قندح  أن من  السلبيات  لهذا النظام هناك خطر من الاختراق الالكتروني او سرقة الهاتف وضعف الثقافة المالية الرقمية قد يؤدي لسوء استخدام والاعتماد الكامل على التكنولوجيا قد يشكل خطرا في حال تعطل الشبكات او التطبيقات 

وقال قندح انه يمكن استخدام أسلوب الحماية عن طريق المصادقة الثنائية (رمز مرور وبصمة) وقفل التطبيقات حتى بعد فتح الهاتف بالإضافة الى إمكانية اغلاق الهاتف عن بعد باستخدام تطبيقات مثل find my iPhone or google find my device  ووضع حدود الانفاق اليومية ومراقبة فورية من قبل المستخدم .

وأشار ان الفئة العمرية بين 18 و35 عامًا هم الأكثر استخدامًا للمحافظ الرقمية. ويدل ذلك إلى تقبّل هذه الفئة للتكنولوجيا، وسهولة اندماجها في الأنماط الجديدة للدفع

يرى قندح أن سهولة الدفع الرقمي، خاصة عبر نقرة واحدة، تسهم بشكل مباشر في تشجيع الاستهلاك الزائد، إذ تخلق حالة من الإغراء اللحظي وتُضعف التفكير النقدي قبل اتخاذ قرار الشراء. ويُحذّر من أن هذا السلوك قد يُفضي إلى تآكل الثقافة المالية السليمة، لا سيما في ظل غياب برامج توعية وتثقيف مالي فعّالة" داعيا إلى تطوير مساقات الثقافية المالية في المناهج الجدية لتكون تفاعلية وليست تلقينيه.

وقال إن انتشار المحافظ الرقمية مثل "كليك" يترك أثرًا إيجابيًا مباشرًا على الاقتصاد المحلي، حيث تُسهم هذه المحافظ في تعزيز الشمول المالي من خلال تمكين الشرائح التي لا تملك حسابات بنكية تقليدية من الوصول إلى الخدمات المالية. كما تساهم في تقليل حجم الاقتصاد غير الرسمي، نظرًا لإمكانية تتبع ومراقبة المدفوعات الرقمية، ما يعزز من الشفافية

كما أن هذه المحافظ تُسهم أيضًا في رفع كفاءة الدورة الاقتصادية عبر تسريع حركة الأموال، إلى جانب دعم ريادة الأعمال الصغيرة، إذ تتيح أدوات دفع إلكترونية سهلة وبتكاليف منخفضة

و أن العديد من الدراسات والأوراق البحثية أظهرت أن المحافظ الرقمية باتت تُشكل أحد محركات النمو الاقتصادي الحديثة، لا سيما في الدول التي تعاني من ضعف البنية المالية التقليدية، مما يجعلها رافعة اقتصادية حقيقية في المرحلة المقبلة.

 وأوصت دراسة " أثر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على النمو الاقتصادي في الدول العربية 2000-2020" التي اجراها المركز الديمقراطى العربى وتم نشرها بداية شهر تموز الجاري  بضرورة "  محو الأمية الرقمية وتطوير مناهج وبرامج تدريب قوية في مجال تكنولوجيا المعلومات بما يسهم في الارتقاء بالمهارات الأساسية اللازمة للاستفادة منها" وبالتالي تحقيق نتائج نمو اقتصادي ملموس.