
ملاحظات مرورية عاجلة من لواء بني عبيد

لا يسعنا إلا أن شكر جهود إدارة السير في تعزيز الانضباط المروري وتحقيق بيئة سير أكثر أماناً، لا سيما ما شهدناه من تحسن ملحوظ في العاصمة عمّان من خلال تشديد الرقابة على التجاوزات، ومنع التعدي على المسارب، ومحاسبة المخالفين.
هذه الجهود تستحق الإشادة والدعم، وقد لمس المواطنون آثارها الإيجابية بشكل مباشر.
ومن الواجب أن تمتد هذه النجاحات إلى مناطق المملكة كافة، ومن أبرزها لواء بني عبيد في محافظة إربد، وتحديداً في مدينة الحصن وقرية الصريح وباقي مناطق اللواء، حيث تشهد شوارع هذه المناطق فوضى مرورية متفاقمة، تهدد سلامة المواطنين وتضر بحقوق السائقين الملتزمين وتعرقل حركة السير بشكل يومي.
في قلب سوق مدينة الحصن، وتحديداً عند تقاطع البريد/سابقا، أصبحت مواقف الباصات الصغيرة والمركبات الخاصة تشكل حاجزاً مرورياً دائماً، إذ تُغلق الطريق أمام المارة والسيارات، مما يؤدي إلى اختناقات يومية وشجارات بين السائقين. هذا الموقع، الحيوي تجارياً وسكانياً، بحاجة ماسة إلى وجود أمني دائم، إما عبر كشك شرطة ثابت أو دورية سير مرورية تنظم حركة المركبات وتمنع التعديات.
ولا يختلف المشهد كثيراً في قرية الصريح، حيث تعاني السوق الداخلي من ازدحام خانق، نتيجة الوقوف العشوائي وغياب الرقابة المرورية، ما خلق بيئة غير آمنة للسائقين والمشاة على حد سواء، خاصة خلال ساعات الذروة.
أما شارع أبو راشد، ودوار الثقافة، فقد تحوّل إلى مسرح لتجاوزات لا تطاق، تبدأ من المواكب الصاخبة المرتبطة بصالات الأفراح المجاورة، والأزمات الخانقة، ولا تنتهي عند مضخمات الصوت التي يستخدمها بعض السائقين بطريقة مزعجة ومخالفة.
هذا الشارع الحيوي الذي يخدم آلاف المواطنين يشهد ذروة هذه التجاوزات نهاية كل أسبوع، ما يستدعي تعزيز تواجد رجال السير وتشديد تطبيق القانون لردع المخالفين.
ولا يمكن الحديث عن التجاوزات دون الإشارة إلى ما يحدث في شارع المئة (الطريق الدائري)، الذي تحوّل في ساعات الليل إلى حلبة سباق مفتوحة للدراجات النارية، حيث يقوم بعض الشباب بممارسات خطيرة تشكل تهديداً مباشراً لحياتهم ولحياة الآخرين، وسط غياب للرقابة.
إن أسبوعاً واحداً من الإجازة في منطقة الحصن كان كفيلاً بكشف حجم الخلل المروري، وسلوكيات بعض السائقين التي تضرب بالقانون عرض الحائط. هذا الواقع يدعونا إلى المناشدة بتكثيف الرقابة الأمنية المرورية في هذه المناطق، وتطبيق القانون بحزم، أسوة بما نشهده في العاصمة، حماية لأرواح الناس، وضماناً لحقوق السائقين الملتزمين، وفرضاً لاحترام النظام العام.
كلنا ثقة بأن صوت المواطن سيصل، وأن إدارة السير لن تتوانى عن التدخل السريع لتنفيذ القانون وضمان التزام السائقين على طرقات لواء بني عبيد.
هذه الملاحظات نضعها على مكتب مدير ادارة السير العميد فراس الرشيد.