بعد انقطاع خدماتها لساعات.. ما هي "كلاودفلير" التي عطّلت مواقع كبرى؟

الرابط المختصر

تعرّضت شركة كلاودفلير cloudflare، المزود العالمي لخدمات البنية التحتية للإنترنت والأمن السيبراني، إلى عطل واسع اليوم الثلاثاء أدّى إلى تعطّل عدد كبير من المواقع والخدمات الرقمية حول العالم لقرابة أربع ساعات، قبل أن تعلن الشركة عن إصلاح الخلل ومراقبة استقرار خدماتها.

وكشفت كلاودفلير أن المشكلة نتجت عن ملف داخلي تسبّب في "انهيار نظام برمجي" مسؤول عن إدارة حركة المرور لعدد من خدماتها، مؤكدة عدم وجود أدلة على أن الخلل ناجم عن هجوم سيبراني أو نشاط خبيث.

وبدأ المستخدمون الإبلاغ عن الأعطال نحو الساعة 4 عصراً بتوقيت الإمارات، بينما أعلنت الشركة لاحقاً عودتها إلى المستويات الطبيعية لبعض الخدمات بحلول الساعة الخامسة والربع عصراً، ثم أعلنت حل المشكلة بالكامل عند السادسة والنصف مساء.

ما هي كلاودفلير "cloudflare"؟

تُعد "كلاودفلير إحدى" أكبر شركات الخدمات السحابية وحماية المواقع الإلكترونية في العالم، إذ توفر مراكز بيانات وأمن مواقع وبريد إلكتروني ومنع فقدان البيانات وصدّ مليارات الهجمات الإلكترونية يومياً، إضافة إلى تحسين سرعة نقل البيانات عبر شبكة إنترنت عالمية ضخمة.

ويخدم مزود الإنترنت أكثر من 300 ألف عميل في 125 دولة ويجني أكثر من 500 مليون دولار كل ربع سنة.

وتسبّب العطل في خروج مواقع وخدمات عديدة عن الخدمة، بينها Bet365 وLeague of Legends وSage، إضافة إلى يوتيوب وغوغل وإكس، إلى جانب تقارير عن تأثر منصات مثل أمازون وسبوتيفاي وOpenAI وفق موقع "داون ديتكتور".

وقدّر خبراء أن كلاودفلير تقدّم خدمات لنحو واحد من كل خمسة مواقع على الإنترنت، ما يفسر حجم التأثير الواسع للعطل.

وأعلنت الشركة أنها لاحظت ارتفاعاً غير معتاد في حركة المرور عند الساعة 11:20 صباحاً بتوقيت لندن، ما دفعها إلى تعطيل خدمة تشفير في العاصمة البريطانية ضمن إجراءات الإصلاح، واستغرق حل المشكلة أقل من ثلاث ساعات من وقت بدء التحقيق.

وأعاد العطل تسليط الضوء على مدى هشاشة الإنترنت العالمي واعتماده على عدد محدود من الشركات العملاقة التي تشكّل "سلسلة اعتماد" مركزية، بحسب خبراء الأمن السيبراني.

كما أن خلل كلاودفلير يأتي بعد أسابيع فقط من أعطال أصابت خدمات أمازون AWS ومايكروسوفت Azure، وفي ظل استمرار القلق من تركز البنية التحتية الرقمية لدى عدد قليل من المزودين. 

من جانبه، قال ديفيد تشوفنيس، أستاذ علوم الحاسوب بجامعة نورث إيسترن، إن تتابع الأعطال خلال شهر واحد أمر غير مسبوق، مضيفاً أن هذه الشركات معروفة بقدرتها العالية على ضمان استمرارية الخدمة، لكن كثافة الأعطال الأخيرة تكشف الحاجة إلى تعزيز تنوّع مزودي خدمات الإنترنت.