مسلسل الجن .. قراءة مغايرة
الضجة التي صاحبت عرض مسلسل الجن مشابهة حد التطابق لما شهدناه من ردود أفعال على تعديل المناهج في الأردن.
فريقان أحدهما ليبرالي وجد في موجة الغضب التي صاحبت عرض المسلسل فرصة ليدافع عن الحق في "الإبداع" واحترام الفن وحرية التعبير عن الرأي، وذلك لتسويق مشروع "الممول الأجنبي".
وفريق آخر متحالف مع جزء من السلطة، يهدف إلى استغلال هذه الضجة لترسيخ نفسه حاملًا للواء الدفاع عن الأخلاق و"القيم الدينية"، فيما ترمي "السلطة" أو جزءٌ منها- لحرف انتباه الموطنين عن القضية الأساسية والراهنة المتمثلة بصفقة القرن والتغطية على مشاركة الأردن في مؤتمر البحرين.
مسلسل الجن و التعديلات على المناهج، يتم التعاطي معها من قبل فريقين يتصارعان على السلطة ويستخدمان هذه الملفات لتثبيت نفسيهما وتعزيز حضورهما دون أن يكون هنالك أية رؤية حقيقية ذات بعد تربوي أو فني أو وطني أو عروبي ..
بعيدًا عن الحديث عن الألفاظ البذيئة، واللقطات التي يعتبرها البعض مخلة بالآداب، فإنني لا أرى في مسلسل الجن سوى جزء من مشروع غربي لتكريس الثقافة والنمط الغربي في مجتمعاتنا .. تمامًا كما غيّبت التعديلات على المناهج المدرسية القضية الفلسطينية والبعد القومي.
ضد محاربة الفن وفرض القيود عليه، ولكن أيضًا، مع إبداع فني حقيقي يستثمر مواهب شبابنا وليس استخدامها لغايات تمرير المشروع الغربي واختراق ثقافتنا..