أما آن لكم أن تستيقظوا أيها العرب؟

زيد النابلسي
الرابط المختصر

يحتاج العرب إلى سنين ضوئية لكي يفهموا معاني الاستقلال الحقيقي غير المنقوص والسيادة الوطنية الأصيلة والكبرياء القومي للدولة الذي يمنحك الإرادة لاحترام النفس أولاً قبل احترام الآخرين…

 

يحتاج العرب إلى قرون طويلة لكي يدركوا معاني تلك القيم التي تمكنك ليس فقط من امتلاك القوة الرادعة المصنعة محلياً بأموال وعقول وسواعد بلادك لكي تحمي نفسك وتصون كرامتك، وإنما تلك التي تجعلك تمتلك أولا وأخيراً قرارك المستقل للثبات والوقوف بصلابة وثقة بالنفس لكي ترفض الهيمنة والنهب والإذلال…

 

فقط عندئذٍ يصبح بمقدورك أن تدافع عن أرضك ومائك وسمائك ونفطك وغازك بعنفوان وعزيمة تخر أمامها الجبال، ليس فقط لأنك متمسك بالحق والقانون ولا تعتدي على أحد، ولكن لأنك تعلم في الوقت ذاته أن غريمك يحسب لك ألف حساب ويفكر ألف مرة قبل أن يجرؤ أن يعتدي عليك أو يمس شعرة على رأس مواطنيك…

 

الكرامة المصانة بالقوة والحق لا بد وأنها شعور جميل، نفتقده ونتوق إليه في هذا الشرق الحزين؛ بأن ترفع رأسك عالياً وأن لا تسمح لكائن من كان بأن يهينك ويقول لك أن طائراتك لن تقلع لولاه، أو أنك ستتعلم اللغة الفارسية في أسبوع لولا حاملات طائراته، وأنك يجب أن تدفع صاغراً مئات المليارات ثمناً لحمايتك، وأنك لا شيء في هذه الدنيا بالنسبة له سوى كهف مظلم مليء بالكنوز وأكياس الذهب...

أما آن لكم أن تستيقظوا أيها العرب؟

أفيقوا من سباتكم أيها الأغبياء وتعلموا الدروس من جيرانكم وأخرجوا من جحوركم التي حفرتموها لأنفسكم وقبرتم شعوبكم بداخلها...

كفاكم حروباً ودماراً وفشلاً وهزيمة ومذلة، فالمعركة اليوم ليست بين سني وشيعي وبين رافضي وناصبي أيها المساطيل...

المعركة اليوم هي بين الذين يقرأون ويدرسون ويبحثون ويعملون ويخترعون ويصنعون، وبين من لا هم لهم سوى العورة والجنس ولا شغل لهم سوى الكراهية والدسيسة والنميمة والتآمر…

 

المعركة اليوم هي بين من يملك العلوم والرادارات وطائرات الدرونز وتكنولوجيا الـ5G، وبين من لا زال غارقاً في الأساطير والخرافة وثرثرات قال فلان عن أبي علّان...

فيا بني قومي، أين أنتم اليوم، وقُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ؟