الغيشان: التكنولوجيا أسقطت الاحتكار الإعلامي لكنها تحولت إلى مصدر للتجهيل وخطاب الكراهية

الرابط المختصر

أكد رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء الأردنية نبيل الغيشان أن ثورة المعرفة والتكنولوجيا قدّمت خدمة كبيرة للبشرية عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، لأنها عمّمت المعرفة وأسقطت الاحتكار الذي كان يعاني منه الصحفيون.

وقال الغيشان، خلال جلسة "حماية استقلالية الإعلام: الإصلاحات التشريعية لضمان حرية الإعلام المجتمعي"، إن الرقابة تراجعت، ولم يعد الإعلام حكرًا على النخب، بل أصبح ملكًا للعامة، مشيرًا إلى أن قادة الرأي العام لم يعودوا هم من يحرّكون الشارع بقدر ما تفعل الخوارزميات التي تعمل في الخفاء.

وبيّن أن الاحتجاجات في المغرب انطلقت من خلال تطبيقات التواصل، وكذلك ما جرى في مصر قبل سنوات عندما "باع الإعلام القديم نفسه للسلطة"، فيما تمرد الإعلام الجديد على ذلك.

وأوضح الغيشان أن المستخدمين باتوا جميعًا "يقفون عراة أمام هواتفهم"، لما تحمله من قدرات على التجسس على الكبير والصغير. وأضاف أن الهواتف الذكية أصبحت نقمة على العرب والمسلمين، على عكس الغرب، حيث اتجهت بيئة التواصل الاجتماعي في منطقتنا نحو التجهيل بدلًا من التنوير، معتبرًا أن خطاب الكراهية وخراب البيوت وغيرها من الظواهر السلبية تفاقمت بفعل تلك المنصات. وتساءل: "من ينقذ المجتمع من هذا الغول؟".

وأشار إلى أنه بينما كان من يرغب ببناء ثروة قبل عقود يتجه نحو الصناعة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي اليوم الطريق الأسهل للثراء، و"أثرياء العالم باتوا تجار هواء".

ويرى الغيشان أن الذكاء الاصطناعي تحوّل إلى نقمة أيضًا، إذ يُستخدم في إنتاج الأخبار المضللة والصور المختلقة، وأصبح يقود المشهد "إعلاميون نجوم" بدلًا من "إعلاميين قادة"، على حد تعبيره.

وفي ما يتعلق بإمكانية إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، اعتبر الغيشان أن الأمر لم يعد ممكنًا، في ظل هيمنة شركات التواصل الاجتماعي الكبرى على قطاعات متعددة، وليس الإعلام فقط.

ونوَّه إلى خطورة ما وصفه بقدرة العدو على تحويل فشل صاروخ موجه عليه إلى سردية حقوقية تُقدّم كنجاح لصالحه، في ظل بيئة إعلامية مضطربة ومتسارعة.