أوضح أمين عام المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، د. مهند العزة، أن قياس أثر التنمّر ليس أمرًا موحدًا أو موضوعيًا، إذ يختلف شعور الأذى من شخص لآخر، لكن يبقى الإيذاء النفسي ثابتًا بالنسبة للجميع، بمن فيهم الأشخاص ذوو الإعاقة.
وأكد العزة أن التنمّر المبني على الإعاقة وصل إلى مستويات غير مسبوقة من “الاحتراف” وسوء النية، لافتًا إلى أن بعض الأشخاص باتوا يبتكرون أساليب جديدة للسخرية من ذوي الإعاقة، فيما يُصنَّف عدد من المتنمرين اليوم ضمن فئة المؤثرين لما يحققونه من انتشار وتفاعل.
وأشار إلى أن الجهود التوعوية الكبيرة التي تُبذل لتغيير الصورة النمطية يمكن نسفها خلال دقائق، عندما يقرر أحد صُنّاع المحتوى استغلال إعاقة معينة في مقطع ساخر لجذب المشاهدات.
وكشف العزة عن تواصله مؤخرًا مع أحد صانعي المحتوى بعد نشره مقطعًا اعتبره “من أحط ما مرّ عليه”، تناول فيه إعاقة محددة بطريقة مهينة، ورغم اعتذار الشخص، شدد العزة على أن كثيرًا من هذا السلوك نابع من الجهل لا القصد. وتساءل: “ألا يكفي أن يضع هؤلاء أنفسهم مكان أبٍ أو أم يشاهدان محتوى يسخر من إعاقة ابنهما؟”
وبيّن أن الثقافة العامة في المجتمع ما تزال حاضنة ومحفزة للتنمر، إذ يتم الضحك على المواقف المؤذية بدل إدانتها، ما يمنح المتنمرين شرعية اجتماعية غير مباشرة ويزيد المشكلة تفاقمًا.











































