إطلاق كتاب "الإعلام المجتمعي في الأردن: 25 عامًا وما زال قويًا" لداود كُتّاب

ضمن مؤتمر الإعلام المجتمعي في عمان
الرابط المختصر

 يطلق الصحفي ومدير عام شبكة الإعلام المجتمعي في الأردن داود كتاب في العاصمة الأردنية عمّان كتاب بعنوان "الإعلام المجتمعي في الأردن: 25 عامًا وما زال قويًا"، وذلك ضمن فعاليات مؤتمر "الإعلام المجتمعي في العصر الرقمي" الذي تنظمه شبكة الإعلام المجتمعي (CMN) احتفاءً بمرور 25 عامًا على تأسيس إذاعة "عمان نت"، أول إذاعة مجتمعية مستقلة في العالم العربي.

الكتاب، الصادر باللغتين العربية والإنجليزية، يوثق مسيرة الإعلام المجتمعي في الأردن منذ ولادة فكرة "عمان نت" عام 2000 وحتى اليوم، ويروي بتفاصيل إنسانية ومهنية قصة تحدي الواقع الإعلامي الرسمي، وانتزاع مساحة مستقلة لصوت المجتمع المحلي بعيدًا عن سلطة المال والسياسة.

رؤية توثيقية وسيرة تجربة

يمزج داود كُتّاب في هذا العمل بين السرد الشخصي والتحليل الإعلامي، مقدّمًا شهادة مهنية موثقة عن التحولات الكبرى التي شهدها الإعلام الأردني والمنطقة العربية خلال ربع قرن من التغيرات التكنولوجية والسياسية.
ويفتتح الكتاب بمقدمة كتبها الخبير الإعلامي البريطاني ستيفن باكلي، تسلط الضوء على تجربة "عمان نت" كنموذج فريد في المشهد العربي، استطاع أن يربط بين الإعلام المجتمعي والتحول الرقمي، ويؤسس لتقليد جديد في ممارسة الإعلام المحلي المستقل.

من البثّ دون ترخيص إلى إذاعة رائدة

يتألف الكتاب من تسعة فصول وخاتمة وملحق توثيقي.في الفصل الأول، "البث دون ترخيص"، يسرد كُتّاب اللحظات الأولى التي ولدت فيها فكرة الإذاعة خلال مؤتمر حرية الصحافة في عمّان عام 2000، عندما تلقى من وزير الإعلام الأردني آنذاك موافقة شفوية على إنشاء إذاعة عبر الإنترنت، لتبدأ مغامرة إعلامية غير مسبوقة انتهت بولادة "عمان نت" في 15 نوفمبر 2000، بدعم من اليونسكو وأمانة عمّان الكبرى.

أما الفصل الثاني، "FM أخيرًا"، فيتناول رحلة الحصول على ترخيص رسمي للبث على موجة (92.4 FM) عام 2005 بعد سنوات من النضال القانوني والإداري، ويعرض تفاصيل التحديات التقنية والتنظيمية التي رافقت هذه المرحلة، وكيف نجحت الإذاعة في ترسيخ وجودها كصوت بديل وحرّ في فضاء الإعلام الأردني.

ويستعرض الفصل الثالث تجربة فتح الإذاعة أبوابها أمام المجتمع المحلي عبر قصص إنسانية واقعية، من بينها قصة سائق التاكسي الذي تحول إلى مذيع إذاعي، لتصبح الإذاعة منصة للأصوات المهمّشة والقصص غير المروية في المجتمع الأردني.

تمكين المرأة والسوريون بيننا

في الفصل الرابع، يخصص كُتّاب مساحة واسعة لتوثيق مشاريع تمكين المرأة من خلال الإعلام، وكيف ساهمت البرامج التدريبية والإذاعية في تشجيع نساء من مختلف المحافظات على خوض تجربة الإعلام المحلي.
أما الفصل السادس، "السوريون بيننا"، فيوثق دور "عمان نت" بعد اندلاع الأزمة السورية، حيث تحولت الإذاعة إلى جسر إنساني وثقافي بين اللاجئين السوريين والمجتمع الأردني المضيف، مقدّمة نموذجًا للتغطية الإعلامية الحساسة للنزاعات واللاجئين.

العلاقات الحكومية والإنتاج المشترك

يتوقف كُتّاب في فصول لاحقة عند طبيعة العلاقة المعقدة بين الإذاعة والسلطات الرسمية، وكيف واجهت المحطة محاولات التقييد أو التضييق دون أن تفقد استقلاليتها. كما يتناول تجربة الإنتاج الإذاعي المشترك مع محطات عربية ودولية، ودور "عمان نت" في تأسيس شبكة من الإذاعات المجتمعية في العالم العربي عبر مبادرات مثل "حلول الوسائط المجتمعية" (CMS).

يختتم الكتاب بملحق توثيقي شامل بعنوان "تسليط الضوء على وسائل الإعلام المجتمعية" يضم مراجعات ودراسات مختارة عن الإعلام المجتمعي في الأردن والعالم، إلى جانب قائمة بالاختصارات والمنظمات الدولية التي دعمت هذه التجربة مثل اليونسكو، الاتحاد الدولي للصحفيين، والوكالة السويدية للتنمية الدولية (SIDA).

كما يتضمن قسم "الشكر والتقدير" توثيقًا لجهود الفريق المؤسس والمتطوعين والشركاء المحليين والدوليين الذين أسهموا في ترسيخ الإعلام المجتمعي كأحد أعمدة المشهد الإعلامي الأردني.

يأتي إطلاق هذا الكتاب ضمن احتفالية مرور 25 عامًا على تأسيس إذاعة عمان نت، أول إذاعة مجتمعية عربية تبث عبر الإنترنت، لتكون هذه المناسبة فرصة لتأمل المسار الطويل الذي قطعه الإعلام المجتمعي في الأردن، وكيف استطاع أن يرسّخ لنفسه مكانة مؤثرة في المشهد الإعلامي الوطني والإقليمي رغم التحديات السياسية والتكنولوجية.

بهذا الإصدار، يضيف داود كُتّاب فصلًا جديدًا إلى مكتبة الصحافة العربية، جامعًا بين التوثيق والتجربة الشخصية، ليؤكد أن الإعلام المجتمعي في الأردن لا يزال قويًا – كما يقول عنوان كتابه – بعد ربع قرن من الانطلاق، وأن قصته ما زالت تُكتب كل يوم في صوت إذاعةٍ بدأت من عمّان، وامتدت إلى العالم.

عن المؤلف داود كُتّاب

يُعد داود كُتّاب أحد أبرز رواد الإعلام المستقل في العالم العربي. وُلد في القدس عام 1955، وتخرّج في جامعة مسوري الأمريكية، وعمل صحفيًا في فلسطين والأردن، كما أسس عددًا من المبادرات الإعلامية الرائدة مثل شبكة "أمين" و"عمان نت".
اختاره المعهد الدولي للصحافة عام 2000 ضمن أبطال حرية الصحافة الخمسين في العالم، وتقلّد جوائز دولية عديدة تقديرًا لجهوده في تطوير الإعلام المستقل وتعزيز حرية التعبير.