شدّدت الأستاذة في كلية الإعلام بالجامعة اللبنانية، ميرنا أبو زيد، على أن استعادة الثقة وتعزيزها باتت تحديًا مركزيًا للمؤسسات الإعلامية حول العالم، مشيرة إلى ابتعاد الجمهور تدريجيًا عن وسائل الإعلام التقليدية في وقت يزداد فيه الحاجة إلى مواطنين قادرين على التأثير والمشاركة في تغيير السياسات العامة.
وأوضحت أبو زيد أن الحديث عن الإعلام المجتمعي يستلزم التركيز على المناطق المهمشة والبعيدة عن المركز، موضحة أن المنصات العملاقة وشركات التكنولوجيا الكبرى لا تهتم بتمثيل قضايا الناس، بل بالسعي لإبقاء المستخدم أطول وقت ممكن على منصاتها. وأضافت أن هذا الواقع يخلق زمنًا مطبوعًا بتشتت الاهتمام عن القضايا الجوهرية ويصعّب اللقاء المباشر لصنع التأثير.
وقالت إن الإعلام المجتمعي هو إعلام يصنعه المواطنون من أجل المواطنين، بخلاف الإعلام الجماهيري الذي يعالج القضايا الكبرى مثل التغير المناخي والسياسات الدولية من زاوية بعيدة عن قدرة المواطن على التأثير، مما يشعر الجمهور بالعجز وينسحب من النقاش العام. وأضافت أن الإعلام المجتمعي يمنح المواطنين مساحة وصوتًا وقدرة على المشاركة، معزّزًا بذلك الحياة الديمقراطية.
وأشارت أبو زيد إلى أن الدراية الإعلامية تتقاطع مع أهداف الإعلام المجتمعي، إذ تهدفان معًا إلى إشراك أوسع شريحة من المواطنين، وتمكينهم من فهم الواقع الإعلامي وتقييمه والمشاركة فيه بوعي ومسؤولية.











































