أكد نقيب الصحفيين الفلسطينيين ونائب رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين في رام الله، ناصر أبو بكر، أن حماية استقلالية وحرية الصحافة تمثل أساس وجود مجتمع ديمقراطي تعددي، مشيرًا إلى أن واقع الإعلام المجتمعي في فلسطين معقد في ظل الاحتلال الإسرائيلي والمعيقات التي يواجهها.
وقال أبو بكر خلال جلسة "حماية استقلالية الإعلام: الإصلاحات التشريعية لضمان حرية الإعلام المجتمعي" إن إصلاح بيئة التشريعات الخاصة بحرية الإعلام واستقلالية الصحافة واجب في كل الدول العربية، خاصة أن التشريعات الحالية لم تواكب وجود أنظمة ديمقراطية، ولا الرقمنة، ولا الذكاء الاصطناعي الذي أصبح جزءًا من الإعلام.
وشدد على ضرورة إيجاد بيئة تشريعية داعمة، من خلال تحالف قوي يشمل المجتمعات العربية، ومنظمات حقوق الإنسان، ووسائل الإعلام، والمؤسسات الدولية مثل اليونيسكو، لحماية حرية الإعلام. وأشار إلى دور جمعية الناشرين والإذاعات في فلسطين لتعزيز التحالف مع كافة مكونات المجتمع المدني لحماية قطاع الإعلام.
وحول التحديات، أفاد أبو بكر أن الضفة الغربية تضم 60 إذاعة تعمل من أصل 67 مرخصة، بينما تعثرت أوضاع 7 إذاعات، في حين يبث من قطاع غزة 24 إذاعة. وأوضح أن جميع الإذاعات تواجه صعوبة في الحصول على ترددات للبث، إذ يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على الترددات، ويوقف الإذاعات بحجة التأثير على المعسكرات والملاحة.
وأشار إلى أن الاحتلال استهدف في أول أسبوع من حرب الإبادة جميع الإذاعات المحلية في غزة، وقطع الإنترنت وقصف البنى التحتية للبث، بهدف منع نقل الرواية الفلسطينية وقتل الصحفيين، حيث استُهدف منذ 7 أكتوبر 255 صحفيًا، واختُطف صحفيان. وأضاف أن نحو 300 صحفي غادروا غزة إلى مصر والدول العربية، في حين يبلغ عدد المسجلين في نقابة الصحفيين بغزة 1700 صحفي.
وعلى الرغم من هذه المعيقات، أكد أبو بكر أن الإعلام الفلسطيني نجح في إيصال الرسالة الفلسطينية إلى مليار شخص حول العالم، مشيرًا إلى دراسة كشفت أن كل 17 متابعًا لوسائل التواصل من مؤيدي القضية الفلسطينية، يوجد واحد فقط مع إسرائيل، وهو ما يعكس نجاح الإعلام الفلسطيني في نقل روايته.
وأضاف أن الاحتلال شن حملة لتشويه الصحفيين الفلسطينيين، لكنها لم تمنعهم من الاستمرار في نقل الأخبار بدقة ومصداقية، مؤكدًا أن الصحفي الفلسطيني يواصل عمله رغم القصف والقتل، ويستمر في أداء رسالته الوطنية.
وفيما يتعلق بالتحديات المحلية، أشار أبو بكر إلى أن الإعلام المجتمعي في الضفة الغربية واجه أزمة اقتصادية منذ جائحة كورونا وحتى الآن، الأمر الذي أثر على الإذاعات المعتمدة على الرعايات والدعايات. وأوضح أن النقابة نجحت في إعفاء الإذاعات المحلية من رسوم ترخيص الترددات، وتعمل حاليًا على التفاوض مع الحكومة لإعفاءها أيضًا خلال الحرب.
وختم أبو بكر بالتأكيد على أهمية دعم الصحافة المستقلة من خلال إنشاء صندوق وطني، وإجراء انتخابات داخل المؤسسات الإعلامية لضمان ديمقراطية عملها، مشددًا على أن تجربة فلسطين يجب أن تتعمم على الدول العربية.











































