بعد يوم واحد من طرحها، تصدرت أغنية “كيفك ع فراقي” لفضل شاكر ونجله محمد شاكر قائمة التريند، محققة نحو 3 ملايين مشاهدة على يوتيوب خلال أقل من 24 ساعة، وتجاوزت 3.5 مليون مشاهدة في أقل من 48 ساعة
الأغنية من كلمات الشاعرة الأردنية سمر هنيدي، ألحان وائل الشرقاوي، وتوزيع حسام صعبي, اخراج محمود رمزي
الشاعرة الأردنية سمر هنيدي، التي لطالما وصفت كتاباتها بأنها "أهازيج فرح للقلوب العاشقة"، استطاعت أن تحجز لنفسها مكانة خاصة في المشهد الغنائي العربي، وتوالت بعدها مشاركاتها في أعمال غنائية مع أسماء شابة أخرى معروفة، مثل نديم نور، محمد دقدوق، وأنور نور. كما شاركت في كتابة أغانٍ وطنية وسياحية، أبرزها ضمن حملة "يلا ع الأردن"، التي هدفت إلى الترويج للمملكة كوجهة سياحية ثقافية
اما بالنسبة الى الشرقاوي، الحاصل على بكالوريوس في التأليف الموسيقي من الأكاديمية الأردنية عام 1993، والذي عُرف منذ بداياته بتمسكه بالعمل النوعي، نجح في ترجمة كلمات هنيدي إلى ألحان تتوافق مع إحساس الكلمات وتُثريها بمشهد صوتي معبّر
وقد حقق هذا التعاون صدى واسعًا، ليس فقط على منصات الموسيقى بل في أوساط الملحنين والأسماع العربية، مما أكسب الأغنية بُعدًا تفاعليًا وموسيقيًا مزدوجًا
العمل جمع بين جيلين: صوت فضل شاكر العريق وابنه الشاب محمد، وقد وُصف الدويتو بـ “صوتين، بس قلب واحد” مما أعطاه لمسة عاطفية خاصة تجسّد تلاحم الأب والابن
الكلمات تُعالج موضوع الفقد والندم بأسلوب مباشر وعاطفي، فتلامس مشاعر الجمهور: من “كذبة وصدقتها” إلى السؤال المؤثر “كيفك ع فراقي
وفي ظل هذا النجاح اللافت، تُثبت أغنية “كيفك ع فراقي” أن العمل الفني الصادق والمبني على تعاون متناغم بين الكلمة، اللحن، والصوت، لا بد أن يجد طريقه إلى قلوب الناس
فمن كلمات سمر هنيدي التي نسجت وجع الفقد بنعومة شعرية، إلى ألحان وائل الشرقاوي التي عززت الإحساس بذكاء موسيقي راقٍ، مرورًا بصوتَي فضل ومحمد شاكر اللذين التقيا في عاطفة واحدة، وُلد عمل متكامل رسم لوحة وجدانية نادرة
نجاح الأغنية في وقت قياسي يؤكد أن الجمهور لا يزال متعطشًا للأغاني التي تُحاكي تجربته الإنسانية بصدق، بعيدًا عن الاستعراض أو الابتذال، ويمنح هذا التعاون الثلاثي مساحة مستحقة في خارطة الأغنية العربية المعاصرة، ويمهد لتكرار التجربة في أعمال قادمة قد تكون أكثر تأثيرًا وانتشارًا
ومع إشادات من جمهور عريض وفنانين كبار مثل سعد لمجرد، يبدو أن "كيفك ع فراقي" لم تكن مجرد أغنية عابرة، بل محطة مؤثرة في مسيرة كل من ساهم في صناعتها — محطة تضع الشاعرة سمر هنيدي والملحن وائل الشرقاوي في دائرة الضوء الفني العربي الأوسع
