أكد الصحفي داود كتاب، مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي، أن الملتقى السنوي الخامس لهيئة همم يركز هذا العام على التحديات التي تواجه المجتمع المدني في الأردن والمنطقة، وعلى ضرورة العمل لضمان استدامته واستمراريته، في ظل ما وصفه بـ"تقليص واضح لدوره وتضييق على مساحته".
وقال كتاب خلال مداخلة مع راديو البلد إن المجتمع المدني يُعدّ "السلطة الخامسة" إلى جانب الإعلام الذي يمثل السلطة الرابعة، موضحًا أن للمجتمع المدني دورًا محوريًا في إثراء الحياة الديمقراطية وتعزيز المشاركة الشعبية في صناعة القرار.
وأضاف أن الملتقى يستضيف خبراء محليين ودوليين لمناقشة سبل دعم منظمات المجتمع المدني، وبناء شراكات مستدامة بين المؤسسات العاملة في هذا المجال، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تأتي في ظل تراجع في التمويل الدولي وتحديات متزايدة تواجه مؤسسات المجتمع المدني في المنطقة.
وتطرق كتاب إلى تأثير الحرب الإسرائيلية على غزة وما كشفته من "ازدواجية المعايير" لدى عدد من الدول الغربية في تعاملها مع قضايا حقوق الإنسان، قائلًا:
"الحرب على غزة أظهرت زيف كثير من الشعارات حول الديمقراطية وحقوق الإنسان، فبينما يُنظر إلى أوكرانيا كدولة محتلة، يُصوَّر الفلسطينيون على أنهم إرهابيون، وإسرائيل هي من تدافع عن نفسها".
وشدد على أن المجتمع المدني في الأردن يجب أن يُنظر إليه كـ"رديف للدولة الأردنية وليس بالضرورة للحكومة"، لأنه يخفف من أعبائها في مجالات التعليم والصحة والحماية الاجتماعية، إلى جانب دوره في تقديم الملاحظات والمساءلة البنّاءة.
وختم داود كتاب بالقول إن الهدف من الملتقى هو تأكيد أهمية الفضاء المدني كركيزة للديمقراطية، وتوجيه رسالة واضحة لصنّاع القرار والمجتمع بأن دعم المجتمع المدني هو استثمار في استقرار الدولة ومجتمعها، وليس عبئًا عليها.
