توازن الأهل في التعامل مع أبنائهم خلال التوجيهي مفتاح الدعم الحقيقي

الرابط المختصر

في ظلّ أجواء التوتر التي تسيطر على معظم الأسر الأردنية مع انطلاق امتحانات الثانوية العامة لعام 2025، شددت الأخصائية النفسية حنين الكرمي على أهمية الدور الذي يلعبه الأهل في التأثير النفسي على أبنائهم خلال هذه المرحلة، مؤكدة أن "الدعم الزائد قد يتحوّل إلى ضغط، والإهمال قد يزرع شعورًا بعدم الأهمية".

وجاء حديث الكرمي خلال مقابلة أجرتها معها الإعلامية هديل الصعبي في برنامج "طلة صبح" عبر أثير راديو البلد 92.5 FM، حيث تناولت فيه أبرز التوصيات النفسية للتعامل السليم مع طلبة التوجيهي خلال فترة الامتحانات.

أشارت الكرمي إلى أن توتر الأهل المفرط قد يؤدي إلى شعور أبنائهم بالقلق، ليس فقط أثناء المذاكرة، بل حتى داخل قاعة الامتحان. وقالت إن بعض الطلبة قد يتعرضون لنوبات هلع أو قلق (panic attacks) خلال الامتحان، ويكون سببها غير المباشر هو الضغط النفسي المنعكس من الأهل.

وأكدت الكرمي أن على الأهل التوسط بين الإفراط في الاهتمام والإهمال الكامل، قائلة: "لا تحسسوا أبناءكم أنهم يعيشون معسكرًا، ولا تجعلوهم يشعرون أن لا أحد يهتم بهم". ولفتت إلى أن تحميل الطالب مسؤولية نفسية مبالغ بها قد يدفعه إلى التفكير أكثر بنتائج الامتحان من تفكيره بالمذاكرة نفسها، بينما يؤدي الإهمال إلى غياب الدافع.

وأضافت أن بعض الطلبة يتجنبون الدراسة أمام أهلهم حتى لا تُبنى عليهم توقعات عالية، مشيرة إلى أن هذا الضغط غير المباشر يؤدي إلى إرهاق ذهني وتراجع في جودة الدراسة.

وعن أهمية النوم الجيد خلال فترة الامتحانات، أكدت الكرمي أن النوم ضروري لترسيخ المعلومات في الذاكرة طويلة المدى. وأوضحت أن المذاكرة دون نوم قد تؤدي إلى نسيان أغلب ما تمت دراسته، حتى وإن كان الطالب قد أتقن المادة.

ونبّهت الكرمي إلى أن مراجعة إجابات الامتحان بعد الخروج من القاعة قد تكون مضرة نفسيًا، خاصة إذا اكتشف الطالب أخطاء لم يكن يتوقعها، مما ينعكس سلبًا على أدائه في الجلسات القادمة. ونصحت بعدم الالتفات إلى الامتحانات السابقة والتركيز على الامتحان التالي بنفسية مستقرة.

أشارت الكرمي إلى أن أصوات صافرات الإنذار أو الأصوات المفاجئة في ساعات الصباح قد تؤثر على تركيز بعض الطلبة، خصوصًا من يعانون من فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) أو القلق العام، ما يستدعي تفهّم الأهل لأثر البيئة المحيطة.

وفي ختام اللقاء، قدّمت الكرمي مجموعة من النصائح المباشرة للأهل لدعم أبنائهم نفسيًا خلال فترة التوجيهي، أبرزها:

  • الحفاظ على التوازن في الاهتمام دون ضغط مفرط أو إهمال.
  • منح الطالب مساحته الشخصية وعدم إجباره على وجود الأهل أمام المدرسة إذا لم يرغب.
  • عدم الإلحاح بالأسئلة بعد الامتحان حتى لا يؤثر ذلك على تحضير الطالب للامتحان التالي.
  • تشجيع الطالب على فصل كل امتحان عن الآخر والدخول في الجلسة الجديدة بنفسية مستقرة.

وختمت حديثها بتمنياتها الصادقة لجميع الطلبة بالتوفيق، داعية لأن تكون هذه المرحلة مليئة بالنجاح والراحة النفسية لهم ولذويهم.