حصلت "عمان نت" على مشروع بيان مشترك لبناني فلسطيني، سيتم اصدارة في ختام زيارة رسمية يقوم بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لبنان، تلبية لدعوة من رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزيف عون. وقد عقد الجانبان جلسة مباحثات موسعة تناولت العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية، لا سيما الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

ويُنتظر أن يؤكد البيان المشترك على عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، وعلى التزام الجانبين بتعزيز التعاون والتنسيق في مختلف المجالات. كما من المتوقع أن يجدد الطرفان التأكيد على دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

كما سيشير البيان إلى إدانة الجانبين الشديدة للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وما نتج عنه من خسائر بشرية جسيمة وكارثة إنسانية غير مسبوقة، مع دعوة المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف العدوان، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية، وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع، وتمكين دولة فلسطين من الاضطلاع بكامل مهامها هناك.

وسيتضمن البيان أيضًا دعوة لتفعيل دور الأمم المتحدة ومؤسساتها في حماية الشعب الفلسطيني وضمان احترام القانون الدولي، إضافة إلى تأكيد ضرورة وقف الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس، بما يشمل الاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية.

اللاجئون الفلسطينيون في لبنان: تمسك بحق العودة ورفض التوطين
ويُتوقع أن يعيد البيان التأكيد على التمسك بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم، وفقًا للقرار الأممي 194، ورفض أي مشاريع تهدف إلى التوطين أو التهجير. كما سيشدد على أهمية دعم وكالة الأونروا وزيادة مواردها لضمان استمرار خدماتها الحيوية.

ومن المنتظر الإعلان عن تشكيل لجنة لبنانية فلسطينية مشتركة لمتابعة أوضاع المخيمات والعمل على تحسين الظروف المعيشية للاجئين، ضمن احترام السيادة اللبنانية، مع التأكيد على الحقوق الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية للاجئين الفلسطينيين، دون المساس بحقهم في العودة أو التأثير على هويتهم الوطنية.

التنسيق الأمني واحترام السيادة
كما من المتوقع أن يشدد البيان على التزام الجانبين بمبدأ حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، وتعزيز التنسيق الأمني داخل المخيمات الفلسطينية ومحيطها. وسيؤكد الجانب الفلسطيني التزامه بعدم استخدام الأراضي اللبنانية لأي أعمال عسكرية، واحترام سياسة النأي بالنفس التي يعتمدها لبنان.

وسيتضمن البيان أيضًا توافقًا على تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، وضمان عدم تحول المخيمات الفلسطينية إلى ملاذات آمنة لأي مجموعات خارجة عن القانون.

رسائل تقدير والتزام متبادل
ومن المتوقع أن يتوجّه الرئيس الفلسطيني في البيان المنتظر بالشكر إلى نظيره اللبناني العماد جوزاف عون على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، مؤكدًا عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين، والتزام دولة فلسطين بدعم أمن واستقرار لبنان وسيادته الكاملة على أراضيه.

فيما يلي نص مشروع البيان اللبناني الفلسطيني- المشترك

بمناسبة زيارة فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لبنان

بيروت، في ٢٠ أيار/مايو ٢٠٢٥

تلبيةً للدعوة الرسمية الموجهة من فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، قام فخامة رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس بزيارة رسمية إلى الجمهورية اللبنانية، حيث عقد الجانبان جلسة مباحثات رسمية تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وآخر التطورات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الوضع المأساوي في قطاع غزة وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وقد اتفق الجانبان على ما يلي:

أولاً: على الصعيد السياسي

          1.      يؤكد الجانبان على العلاقات الأخوية  بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، والتزامهما المشترك بتعزيز أواصر التعاون والتنسيق بينهما على مختلف المستويات.

          2.      يجدد الجانبان التأكيد على دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران/يونيو عام 1967، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية في بيروت العام ٢٠٠٢ .

          3.      يدين الجانبان استمرار العدوان على قطاع غزة وما نتج عنه من خسائر بشرية فادحة وكارثة إنسانية غير مسبوقة، ويطالبان المجتمع الدولي بالتحرك الفوري والجاد لوقف هذا العدوان وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، وادخال المساعدات الإنسانية والطبية بشكل فوري، وانسحاب قوات الاحتلال بالكامل من قطاع غزة، وتمكين دولة فلسطين من تولي مهامها كاملة، وحشد الدعم الدولي لتنفيذ الخطة العربية لاعادة اعمار قطاع غزة، ووقف الاستيطان والاعتداءات على الضفة الغربية والقدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، والذهاب للمؤتمر الدولي للسلام بنيويورك الشهر المقبل وحشد المزيد من الاعترافات الدولية والعضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وصولا لنيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله.

          4.      يؤكد الجانبان على ضرورة تفعيل دور الأمم المتحدة ومؤسساتها في توفير الحماية للشعب الفلسطيني وضمان احترام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

        5. يشجب الجانبان الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان، ويدعوان المجتمع الدولي، لا سيما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، الى الضغط على إسرائيل لتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل اليه برعاية الدولتين في تشرين الثاني من العام 2024 لجهة وقف الاعمال العدائية والانسحاب من التلال التي تحتلها إسرائيل، وإعادة الاسرى اللبنانيين، لتمكين الجيش اللبناني من استكمال انتشاره حتى الحدود المعترف دولياً، وذلك تطبيقاً لقرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701 الذي التزم لبنان احترام كامل مندرجاته.

ثانياً: في ما يتعلق بوضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان

          1.      يؤكد الجانبان على تمسكهما بحق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هُجّروا منها، وفقاً للقرار الأممي 194، ورفضهما لكل مشاريع التوطين والتهجير.

          2.      يشدد الجانبان على أهمية استمرار دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ومواصلة تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين، مع العمل على زيادة مواردها المالية لتتمكن من الوفاء بالتزاماتها.

          3.      يتفق الجانبان على تشكيل لجنة مشتركة لبنانية فلسطينية لمتابعة أوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان، والعمل على تحسين الظروف المعيشية والإنسانية للاجئين، مع احترام السيادة اللبنانية والالتزام بالقوانين اللبنانية.

          4.      يؤكد الجانبان التزامهما بتوفير الحقوق الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، بما يضمن لهم حياة كريمة دون المساس بحقهم في العودة أو التأثير على هويتهم الوطنية.

ثالثاً: في مجال الأمن والاستقرار

          1.      يؤكد الجانبان التزامهما بمبدأ حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية على كامل اراضيها وانهاء اي مظاهر مخالفة لذلك، وعلى أهمية احترام سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه.

          2.      يشدد الجانبان على تعزيز التنسيق الأمني بين السلطات اللبنانية والفلسطينية لضمان الاستقرار داخل المخيمات الفلسطينية ومحيطها.

          3.      يؤكد الجانب الفلسطيني التزامه بعدم استخدام الأراضي اللبنانية كمنطلق لأي عمليات عسكرية، واحترام سياسة لبنان المعلنة والمتمثلة بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى والابتعاد عن الصراعات الإقليمية.

          4.      يتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، وضمان عدم تحول المخيمات الفلسطينية إلى ملاذات آمنة للمجموعات المتطرفة.

وفي الختام، اعرب فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن شكره وتقديره لفخامة الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكداً عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين، ومجدداً التزام دولة فلسطين بدعم أمن لبنان واستقراره وسيادته على كامل أراضيه.

عن الجمهورية اللبنانية                                            عن دولة فلسطين

العماد جوزيف عون                                               محمود عباس

رئيس الجمهورية اللبنانية                                         رئيس دولة فلسطين