بعد تأهل الأردن للمونديال.. فرص ذهبية لاستثمار وتطوير البنية الرياضية

الرابط المختصر

رغم خسارته أمام المنتخب العراقي بهدف دون مقابل مساء الثلاثاء، سجل المنتخب الوطني الأردني لكرة القدم إنجازا تاريخيا بتأهله رسميا إلى نهائيات كأس العالم 2026، ليصبح أول منتخب عربي وخامس منتخب آسيوي يضمن مقعده في البطولة المرتقبة التي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

هذا الإنجاز الذي طال انتظاره، جاء بعد سلسلة من النتائج الإيجابية، أبرزها الفوز على منتخب عمان بثلاثة أهداف نظيفة في مسقط، مع تعثر العراق أمام كوريا الجنوبية، ما ضمن للأردن مقعده بين كبار آسيا لأول مرة في تاريخه.

وبهذه المناسبة، أقام الاتحاد الأردني لكرة القدم حفلا تكريميا للاعبين والجهازين الفني والإداري، تقديرا لهذا الإنجاز الذي يعكس تطور كرة القدم الأردنية محليا وإقليميا.

وبحسب المحلل الرياضي معتصم الخطيب، في حديثه لـ "عمان نت" فإن هذا التأهل هو "إنجاز تاريخي يحسب للكرة الأردنية والأردن بشكل عام، وله تبعات إيجابية على الصعد الرياضية والاقتصادية والسياحية".

ويوضح الخطيب أن الخسارة الأخيرة أمام العراق لم تؤثر على الصورة العامة، معتبرا أن الجانب النفسي كان له تأثير في الأداء بعد ضمان المنتخب التأهل، مشيرا إلى ضرورة البناء على هذا الإنجاز عبر خطة وطنية شاملة ترتكز على دعم فني، لوجستي، واستثماري لتطوير البنية التحتية وتوسيع قاعدة اللاعبين، وصولا إلى تجهيز المنتخب لمواجهة تحديات كأس العالم بأفضل صورة.

ويؤكد أن النجوم الحاليين، وعلى رأسهم موسى التعمري ويزن النعيمات وعبدالله نصيب، يشكلون جيلا تاريخيا للكرة الأردنية، داعيا إلى استغلال الدعم الحكومي والخاص لوضع خطط مستقبلية تعزز مكانة الكرة الأردنية محليا وعالميا، خصوصا مع الفرص الاقتصادية التي قد تفتحها المشاركة العالمية، من دعم الفيفا إلى الاستثمارات في قطاع الرياضة، والتي بدورها ستنعكس إيجابا على الاقتصاد الوطني بشكل عام.

 

التحديات والفرص أمام المنتخب 

 

مع اقتراب موعد كأس العالم 2026، يواجه المنتخب الوطني مجموعة من التحديات الكبيرة التي تتطلب استعدادا مكثفا ورفعا في مستوى الأداء لمنافسة أقوى المنتخبات العالمية.

يشير الخطيب إلى أن المنتخب الوطني سيواجه تحديات كبيرة في مشواره نحو كأس العالم 2026، حيث سيخوض مباريات أمام منتخبات مصنفة ضمن صفوف النخبة العالمية، مؤكدا أن مواجهة منتخبات بهذا المستوى تتطلب رفع نسق الأداء والمستوى الفني للاعبين بشكل ملحوظ، مضيفا أن العام المقبل، الذي يفصلنا عن البطولة، يجب أن يستغل بأفضل طريقة ممكنة من خلال الاستعدادات المكثفة، خاصة مع وجود عناصر مميزة أسهمت بشكل كبير في تأهل المنتخب.

ويرى الخطيب أن على الجهاز الفني واتحاد كرة القدم العمل على تعزيز صفوف المنتخب الوطني بلاعبين جدد قد يكون لهم تأثير مستقبلي كبير، سواء من اللاعبين المحليين الذين ينتظرون فرصتهم، أو من الأردنيين المحترفين في الخارج، مؤكدا أن منح هؤلاء اللاعبين الفرصة قد يشكل إضافة مهمة، مشيرا إلى أن الاستعدادات ستشمل معسكرات داخلية وخارجية، بالإضافة إلى مباريات ودية مع منتخبات ذات مستويات عالية، بهدف رفع مستوى الفريق استعدادا لمواجهة ضغوطات وكبار المنتخبات في المونديال.

 

نقاط القوة في المنتخب الوطني

 

رغم التحديات، يمتلك المنتخب الأردني اليوم مجموعة من اللاعبين المميزين الذين شكلوا نواة الفريق وقدموا أداء متميزا في التصفيات، مثل موسى التعمري ويزن النعيمات ويزن العرب وعبدالله نصيب، الذين كان لهم الدور الأكبر في تأهل المنتخب إلى المونديال، بحسب الخطيب الذي يرى أن التفريغ الكامل والدعم الكبير من اتحاد كرة القدم، بقيادة الأمير علي، كان له الأثر الكبير في تحقيق هذا الإنجاز، إلى جانب التعاقد مع أجهز فنية مميزة، بدءا بالحسين عموتة وصولا إلى جمال السلامي، الذي ينتمي إلى المدرسة المغربية المتطورة في كرة القدم.

يؤكد الخطيب أن الدعم الفني والمعنوي من اتحاد كرة القدم أمر ضروري قبل المونديال، معتبرا أن الوقفة الوطنية يجب أن تشمل جميع القطاعات، الرسمية والخاصة، لدعم المنتخب الوطني وكرة القدم الأردنية بشكل عام، مشيرا إلى أن الفترة المقبلة تحتاج إلى تركيز كبير، وأن البطولات المحلية ستشكل فرصة مهمة لاكتشاف لاعبين جدد لتعزيز صفوف المنتخب.

وشدد على أهمية تخصيص الدعم المادي واللوجستي بشكل مكثف للمنتخب الوطني، مع توفير كافة الإمكانات والسبل اللازمة، خاصة تطوير البنية التحتية لملاعب كرة القدم في الأردن، والتي تعد من الأولويات لتعزيز مستوى اللعبة مستقبلا، مؤكدا على ضرورة وقوف جميع القطاعات المختلفة إلى جانب المنتخب الوطني من خلال تقديم الدعم المالي واللوجستي، مشددا على أن الاستفادة من هذا الدعم ستكون للجميع، داعيا إلى إعداد خطة وطنية تسويقية متكاملة للمنتخب، تهدف إلى تعزيز اسم الأردن رياضيا، سياحيا، واقتصاديا.

 

التوقعات المالية لتأهل المنتخب 

 

وحول المكافآت والدعم المالي المتوقع لهذا الإنجاز، حتى الآن، لم تصدر جهات رسمية بيانات محددة بشأن المكافآت المالية المخصصة للمنتخب، لكن استنادا إلى تجارب سابقة وسياسات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، يمكن رسم صورة أولية للتوقعات الاقتصادية المرتبطة بهذا التأهل، بحسب خبراء في مجال العمل الرياضي.

تشير العديد من التحليلات الصحفية إلى أن المكاسب الاقتصادية للأردن لن تقتصر على الفوائد الرياضية فقط، بل ستتعداها إلى جوانب أوسع تشمل دعم القطاعات الاقتصادية والخدمية.

من المتوقع أن يتلقى الأردن مبلغا يقارب 15 مليون دولار من "فيفا" مقابل التأهل، بالإضافة إلى دعم متوقع من قطاعات اقتصادية وشركات محلية، مما سيسهم في تعزيز الإنفاق الجاري والرأسمالي على تطوير البنية التحتية الرياضية، ومنها تسريع إقامة مدينة رياضية متكاملة جنوب العاصمة عمان.

كما ستشهد الاستثمارات في القطاع الرياضي ارتفاعا ملحوظا خلال الفترة المقبلة، مما سينعكس إيجابيا على أداء قطاعات اقتصادية وخدمية مختلفة.

هذه التقديرات ما تزال غير رسمية، ولم يصدر حتى الآن أي تصريح رسمي من الاتحاد الأردني لكرة القدم أو "فيفا" يوضح المبالغ المحددة التي ستمنح للمنتخب الوطني عقب التأهل إلى مونديال 2026.