الدكتور مهند فرعون: الازدحامات المرورية تهدد الصحة النفسية وتضعف التفاعل الاجتماعي
أكد الدكتور مهند فرعون، المدرب والاختصاصي النفسي في معهد العناية بصحة الأسرة، أن الازدحامات المرورية اليومية في العاصمة عمّان وغيرها من المدن لا تقتصر آثارها على هدر الوقت وفقدان الإنتاجية، بل تمتد إلى تأثيرات نفسية وصحية عميقة تؤثر سلباً على الأفراد.
وفي حديثه ضمن برنامج "طلة صبح" عبر أثير راديو البلد، أشار الدكتور فرعون إلى أن الازدحام المروري، خاصة في فترات الذروة الصيفية، يُعدّ أحد العوامل المسببة للضغط النفسي الشديد، حيث يؤدي إلى تحفيز الجهاز العصبي المركزي، ما يرفع معدل ضربات القلب والتنفس ويزيد من التوتر العضلي والانفعالي لدى السائقين.
وأوضح أن هذا الضغط النفسي المتراكم يومياً يؤثر مباشرة على قدرة الأفراد على التفاعل والتسامح، ويقلل من طاقتهم في العمل وفي التعامل مع أسرهم، مما ينعكس على جودة العلاقات الاجتماعية والتركيز في العمل والدراسة.
وأشار فرعون إلى أن الإحباطات المتكررة نتيجة الزحام، خاصة في بداية اليوم أو نهايته، قد تُشعر الشخص بالاستنزاف النفسي والجسدي، وتُضعف من فعاليته في أداء مهامه أو تفاعله الأسري والاجتماعي.
وعن سبل التخفيف من هذه الآثار، نصح الدكتور فرعون بتغيير النظرة تجاه الزحام، من كونه أزمة إلى اعتباره فرصة للاسترخاء أو التأمل، والاستفادة من وقت الانتظار عبر الاستماع للموسيقى أو البرامج الإذاعية، إضافة إلى تبني سلوكيات جسدية بسيطة مثل مضغ العلكة أو استخدام تمارين التنفس والجلوس المريح لتخفيف التوتر.
وختم فرعون حديثه بالتأكيد على أن التوعية بأساليب إدارة الضغط النفسي الناتج عن الازدحام يجب أن تكون جزءاً من الحملات المجتمعية، خاصة في ظل ما يشهده الواقع المروري من ازدحام متزايد، مما يجعل من العناية بالصحة النفسية ضرورة موازية للتفكير في الحلول المرورية والبنية التحتية.











































