الدكتور محمد الطراونة يكشف عن "مصائد الغزلان" في الجفر: اكتشاف أثري يعيد كتابة تاريخ البادية الأردنية
كشف الدكتور محمد الطراونة، خبير العصور الحجرية، عن اكتشاف أثري مميز في منطقة الجفر والمناطق الصحراوية في الأردن، يتمثل في ما يُعرف بـ"مصائد الغزلان"، التي تعتبر أقدم مصائد مؤرخة في العالم.
وأوضح الطراونة خلال مقابلة لراديو البلد أن هذه المصائد الصحراوية، التي تم اكتشافها للمرة الأولى جوياً في عشرينيات القرن الماضي، تمتد على مسافات كبيرة وتشير إلى وجود نشاط اقتصادي وصيد منظم منذ نحو 9000 عام. ويعد هذا الاكتشاف دليلًا على أن الإنسان في البادية الأردنية لم يقتصر على الزراعة والرعي فقط، بل طور اقتصادًا معتمدًا على صيد الحيوانات البريّة، خاصة الغزلان، وتبادل المنتجات مع القرى الزراعية المجاورة.
وأضاف أن فريقه اكتشف تسع مصائد مع تسع مخيمات للصيادين في منطقة شرق الجفر، مشيراً إلى أن هذه المواقع تظهر استمرارية حضارية طويلة منذ العصر الحجري القديم مرورًا بالعصر الحجري الحديث وحتى العصر النحاسي، مع استمرار استخدامها في فترات لاحقة ووثقها بعض الرحالة حتى القرن التاسع عشر.
وأشار الطراونة إلى أن هذه الاكتشافات لا تقتصر على الجانب الأكاديمي، بل تم تسليط الضوء عليها من خلال إنتاج برامج وثائقية عالمية عُرضت في أوروبا وأستراليا وأمريكا، ما يبرز المكانة الحضارية للأردن على الصعيد العالمي.
واختتم بالتأكيد على أهمية توعية المجتمع والشباب بأهمية التراث الأثري ودور الإعلام في إبراز هذه الإنجازات الحضارية للأجيال القادمة، داعيًا إلى دعم مشاريع التنقيب والاكتشاف لإظهار الإرث الحضاري الأردني للعالم.












































