قال العقيد المتقاعد والخبير العسكري الدكتور نضال أبو زيد إن قرار حركة حماس الأخير جاء ليضع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في زاوية حرجة، بعد خطوة غير متوقعة أربكت حسابات تل أبيب وجعلت الخطوة التالية محل تساؤل كبير. وأوضح أن توقيت الرد من حماس كان مقصوداً، حيث جاء يوم السبت خلال عطلة دينية في إسرائيل، ما حد من ردود الفعل الإعلامية والسياسية السريعة وأربك صناع القرار، لا سيما قطبي اليمين المتطرف في الحكومة.
وأضاف أبو زيد أن الرد الذي قدمته حماس على خطة ترامب للسلام تضمن إشارات إيجابية موجهة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ما دفع الأخير إلى نشره مباشرة على صفحته الرسمية، معتبراً أن ذلك منح موافقة ضمنية من الإدارة الأمريكية للخطوة، في الوقت الذي حاول نتنياهو الظهور وكأنه لم يتفاجأ بهذا القرار.
وأوضح الخبير العسكري أن حماس لم توافق بالكامل على الخطة، بل أعطت موافقة مشروطة تتطلب مفاوضات على بعض النقاط الحساسة، مثل الانسحاب الإسرائيلي، وضمانات عدم العودة للقتال، ووضع السلاح تحت إشراف دولي، ما أربك نتنياهو ودفعه إلى مناورة دبلوماسية بين الحفاظ على مصالحه الداخلية في الحكومة وبين الحفاظ على الشرعية الدولية.
وأشار أبو زيد إلى أن الهدف الاستراتيجي لحماس من هذه الخطوة كان تحقيق مكاسب سياسية ودبلوماسية من خلال إظهار القوة أمام إسرائيل، دون الدخول في مواجهة مباشرة، مع استغلال الدعم الدولي والعربي، لاسيما الدور المصري والتركي في التوسط وضمان تطبيق الاتفاقيات المحتملة.
وحول الوضع في الضفة الغربية، أكد أبو زيد أن إسرائيل استكملت جميع المؤشرات الجغرافية لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، بما فيها غور الأردن، لكنها ما زالت بحاجة إلى الضوء الأخضر الأمريكي لتطبيق ضم رسمي. وأوضح أن الاحتلال يسعى لبقاء السلطة الفلسطينية في إدارة شؤون السكان الفلسطينيين وفق رؤية إدارية محلية، لتجنب مواجهة ديموغرافية وسياسية مع المجتمع الدولي، ما يجعل الدور الأردني محورياً في التخفيف من حدة التوتر وتقديم الدعم الإنساني للفلسطينيين في الضفة وغزة.
وختم أبو زيد حديثه بالقول إن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة لتحديد ما إذا كان نتنياهو سيغامر بخطوة غير محسوبة أم سيختار التراجع، مؤكداً أن قرار حماس أحدث خلطاً في الأوراق بين غزة وتل أبيب وفتح الباب أمام تساؤلات أصعب من الإجابات، في وقت تظل المنطقة على مفترق حساس ينتظر تطورات المشهد السياسي والدبلوماسي.











































