«سلمى»… نهاية مثيرة للجدل وأداء تمثيلي أنقذ ما يمكن إنقاذه

الرابط المختصر

أثار المسلسل المعرّب «سلمى» موجة واسعة من الجدل بعد عرض حلقته الأخيرة، حيث عبّر عدد كبير من المتابعين عن صدمتهم من نهاية وُصفت بالفاترة وغير المتوقعة، لا سيما بعد رحلة مشاهدة امتدت قرابة ثلاثة أشهر وبلغت 90 حلقة. عمل درامي إنساني شدّ الجمهور منذ بدايته، لكنه أخفق، برأي كثيرين، في تقديم خاتمة توازي حجم الترقب والانتظار.

نهاية قصيرة وأسئلة بلا إجابات

جاءت الحلقة الأخيرة بنصف مدتها الفعلية تقريباً، نحو 30 دقيقة، ما ترك إحساساً عاماً بالاستعجال والاقتطاع. ولم يحصل المشاهد على إجابات واضحة حول أبرز خيوط القصة، إذ لم تفهم سلمى سر اختفاء زوجها لسنوات، ولم يتمكن جلال من الاعتذار أو شرح حقيقة غيابه، قبل أن تنتهي حياته بين يديها في مشهد صادم.

موجة انتقادات على مواقع التواصل

سرعان ما تصدّر وسم المسلسل منصات التواصل الاجتماعي، حيث حمّل عدد كبير من المتابعين مخرج العمل مسؤولية إضعاف النهاية. وانتقد كثيرون مشهد إطلاق النار على جلال، معتبرين أنه افتقد للمنطق الدرامي وردود الفعل الطبيعية، خاصة في ظل غياب سيارة الإسعاف، رغم وجود طبيبة ضمن الأحداث.

ووصل الغضب لدى بعض المشاهدين إلى حد اعتبار الحلقة الأخيرة استخفافاً بوعي الجمهور، فيما وصف آخرون أسلوب الإخراج بالقديم، لاعتماده على إطالة غير مبررة، وتبادل نظرات صامتة على حساب تصاعد درامي حقيقي.

نيقولا معوض يلفت الأنظار رغم ضيق المساحة

في المقابل، شكّل الأداء التمثيلي لبعض الممثلين نقطة ضوء في نهاية وُصفت بالمرتبكة. وبرز بشكل خاص نيقولا معوض في دور جلال، حيث قدّم في الحلقة الأخيرة واحداً من أكثر مشاهده تأثيراً، خلال لقائه بسلمى، مجسداً حالة إنسانية عالية الإحساس رغم ضيق المساحة الزمنية.

وهو مشهد اعتبره متابعون دليلاً على قدرة معوض على اختزال مشاعر معقدة في دقائق معدودة، ما أعاد توجيه سهام النقد نحو الإخراج، الذي لم يمنحه، بحسب رأي الجمهور، المساحة التي يستحقها.

ممثلون نالوا تقدير الجمهور

إلى جانب معوض، حظي عدد من أبطال العمل بإشادات واسعة، أبرزهم طوني عيسى بأدائه المتزن، ونقولا دانيال في دور الجد الحنون، إضافة إلى تقلا شمعون التي قدّمت شخصية مختلفة بأبعاد إنسانية واضحة. كما لفتت ستيفاني عطالله الأنظار بتجسيدها شخصية ميرنا المعقّدة، حيث نجحت في جعل المشاهد يصدق شرّها ويشعر بالنفور منها.

ولا يمكن إغفال الأداء اللافت للطفلين أحمد جاويش وروسيل إبراهيم، اللذين خطفا الأنظار بعفويتهما وموهبتهما، ورفعا منسوب التأثر لدى الجمهور.

اختصار أضرّ بالحبكة

المسلسل في نسخته الأصلية التركية «امرأة» يتألف من ثلاثة مواسم، وعُرضت نهايته عام 2020. لكن النسخة المعرّبة اختُصرت إلى 90 حلقة، كما جرت العادة في أعمال معرّبة سابقة، إلا أن هذا الاختصار طال أحداثاً محورية، كان الجمهور ينتظر تلخيصها لا حذفها، ما أضعف البناء الدرامي في مراحله الأخيرة.

النهاية… الامتحان الأصعب

تظلّ النهاية الاختبار الحقيقي لأي عمل درامي، فهي إما أن تعزز نجاحه أو تقوضه. وفي حالة «سلمى»، ورغم معرفة بعض المتابعين بخاتمة النسخة الأصلية، فإن المعالجة المعرّبة جاءت مبتورة، وخلّفت شعوراً عاماً بخيبة الأمل، لتُسجّل سقطة درامية واضحة في مسار الدراما المعرّبة.

ورغم ذلك، يبقى الأداء التمثيلي المتقن لبعض الأبطال عاملاً أساسياً حال دون انهيار العمل بالكامل، مؤكداً أن التمثيل القوي قد يخفف من أثر إخراج مرتبك، لكنه لا يستطيع وحده إنقاذ نهاية لم تُحسن قراءة توقعات الجمهور.