إيران أمام مفترق طرق بين الردع والتفاوض"المنارة"

الرابط المختصر

سلّطت الحلقة الثانية من البرنامج الإذاعي التحليلي "المنارة"، الذي يُبث عبر أثير راديو البلد 92.5، الضوء على التصعيد العسكري والسياسي غير المسبوق بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، في ظل ما وصفه البرنامج بأنه "جدلية الردع والتصعيد".

الحلقة التي حملت عنوان "طهران وواشنطن... بين الردع والتصعيد"، استضافت السفير السابق ومدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، الدكتور غازي فيصل، الذي قدم تحليلاً شاملاً لمجريات الضربات العسكرية الأخيرة التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية ومصانع الصواريخ، وأسفرت بحسب قوله عن "خسائر فادحة في البنية التحتية والعلماء القياديين في برنامج إيران النووي".

وأشار الدكتور فيصل إلى أن العمليات العسكرية التي نفذتها واشنطن وتل أبيب، وشملت استخدام قاذفات B2، استهدفت مراكز حيوية كفوردو ونطنز وأصفهان، ما شكّل ضربة موجعة لإيران، وأدى إلى "تراجع نفوذها في لبنان وسوريا واليمن"، مؤكدًا أن حزب الله "لم يعد يشكل التهديد الذي كان عليه سابقًا".

وأضاف أن إيران بدأت تدرك حجم التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها، لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة وارتفاع نسب البطالة والفقر، مما دفعها إلى العودة لطاولة المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، في محاولة لتخفيف الضغوط دون تقديم تنازلات حقيقية حتى اللحظة.

وعن مستقبل التفاوض، شدد فيصل على أن واشنطن والأوروبيين يطالبون إيران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم، والسماح بالتفتيش الشامل على منشآتها، إلى جانب وقف تطوير الصواريخ الباليستية ودعم الفصائل المسلحة في المنطقة، وهي شروط قال إنها "تصطدم بتعنّت إيراني مستمر".

وفي تعليقه على المشهد العربي، اعتبر فيصل أن المواقف الرسمية العربية تجاه الأزمة "غير واضحة لكنها حذرة"، مشيرًا إلى وجود تخوفات خليجية من امتلاك إيران للسلاح النووي، ومذكّرًا بمحاولات سابقة لإيران التدخل في شؤون البحرين والسودان والمغرب ومصر عبر أدوات ثقافية ودينية.

وفي ختام الحلقة، أشار البرنامج إلى أن المنطقة تقف على حافة مرحلة جديدة، عنوانها "اللايقين"، متسائلة عمّا إذا كانت الضربات الأخيرة قد أغلقت باب التصعيد، أم أنها مجرد فصل أول في سلسلة مواجهات قادمة بين طهران وتل أبيب.

برنامج "المنارة" من إعداد وتقديم نادين المعايطة، ومن إخراج وهندسة إذاعية سلمان أبو عذية، ويُبث كل أحد الساعة الثانية والنصف ظهرًا عبر راديو البلد وصفحاته على منصات التواصل الاجتماعي.