
250 ألف أسطوانة غاز و3548 حالة إسعافية وتدخلات للأجهزة المعنية خلال المنخفض الجوي

في الوقت الذي واصلت فيه محطات الوقود والمستودعات تلبية الطلب دون تسجيل أي نقص في الإمدادات خلال المنخفض الجوي الأخير، كثفت فرق الدفاع المدني جهودها للاستجابة للحوادث الطارئة الناتجة عن الظروف الجوية القاسية، في المقابل وضعت الجهات المعنية خططا استباقية لضمان جاهزية البنية التحتية.
وفي ظل توقعات باستمرار تأثيرات المنخفض خلال الأيام المقبلة، تدعو مختلف الجهات المعنية المواطنين بالالتزام بالإرشادات الوقائية، خاصة في ظل خطر الانجماد والانخفاض الحاد في درجات الحرارة.
ارتفاع الطلب على الغاز
نقيب أصحاب محطات المحروقات، المهندس نهار السعيدات، يوضح في حديثه لـ "عمان نت" أن الطلب على الغاز والمشتقات النفطية خلال المنخفض الجوي الأخير شهد تفاوتا مقارنة بالمواسم السابقة.
ويشير السعيدات إلى أنه انخفض الطلب على مادة الكاز مقارنة بالعام الماضي، في حين سجل الغاز ارتفاعا ملحوظا، موضحا أن الاستهلاك اليومي للغاز في الأيام العادية خلال فصل الشتاء يتراوح بين 150 إلى 180 ألف أسطوانة، لكنه ارتفع خلال فترة المنخفض إلى نحو 250 ألف أسطوانة يوميا، مع استمرار الطلب بنفس الوتيرة، متوقعا أن يستمر هذا الإقبال خلال الأيام المقبلة.
ويؤكد السعيدات أنه لم ترد أي شكاوى تتعلق بنقص الغاز أو المشتقات النفطية في محطات المحروقات، مشيدا بدور موزعي الغاز والمستودعات الذين يعملون بمهنية عالية لضمان إيصال الأسطوانات للمواطنين بأمان.
ويوضح أن محطات الوقود تتخذ استعداداتها مسبقا، حيث يتم تعبئة المستودعات بكميات كافية من أسطوانات الغاز قبل يوم أو يومين من أي منخفض جوي، مشددا على أن المخزون الحالي في مصفاة البترول الأردنية كاف لتلبية الطلب حتى نهاية الأسبوع في حال استمرت الأجواء الباردة، إضافة إلى وجود مخزون استراتيجي لدى وزارة الطاقة من خلال الشركة اللوجستية التابعة لها.
تدخلات الدفاع المدني
مع استمرار تأثيرات المنخفض الجوي الذي يجلب أجواء باردة وأمطارا غزيرة، يواصل الدفاع المدني جهوده المكثفة للاستجابة للحالات الطارئة وضمان سلامة المواطنين.
خلال الأيام الماضية، تعاملت فرق الإنقاذ والإسعاف مع العديد من الحوادث المرتبطة بالمنخفض، مثل مداهمة المياه للمنازل، وتعطل المركبات، وحوادث التدفئة، وغيرها من الحالات الطارئة.
الملازم أول محمد خطاطبة من مديرية التثقيف الوقائي في الدفاع المدني يوضح لـ "عمان نت" أن الفرق الميدانية تعمل بكفاءة عالية، وهي مجهزة للتعامل مع مختلف الظروف الجوية، سواء حالات الانجماد، أو الأمطار الغزيرة، أو الثلوج.
ويشير إلى أن حصيلة تدخلات الدفاع المدني خلال عطلة نهاية الأسبوع بلغت 3548 حالة إسعافية، تم تقديم الرعاية اللازمة لها وتأمين نقلها إلى المستشفيات، إضافة إلى التعامل مع 219 حادثة إنقاذ و98 حادثة إطفاء في مختلف مناطق المملكة.
وفي ظل انخفاض درجات الحرارة وزيادة خطر الانجماد، يقدم خطاطبة مجموعة من الإرشادات الوقائية للمواطنين، أبرزها ارتداء أحذية ذات نعل مطاطي مقاوم للانزلاق، والتحرك بحذر وبخطوات ثابتة، وتجنب الجري أو القيام بحركات مفاجئة.
كما نصح بالانحناء قليلا للأمام أثناء المشي والإبقاء على اليدين خارج الجيوب للحفاظ على التوازن، وتجنب السير على الأسطح الجليدية قدر الإمكان مع استخدام الممرات الرملية إن توفرت.
أما للسائقين، يشدد خطاطبة على ضرورة التأكد من جاهزية المركبات لمواجهة الظروف الجوية، بما في ذلك فحص الإطارات والمساحات ومستوى سائل مضاد التجمد، كما نصح بالقيادة بحذر وسرعة منخفضة، وتجنب الكبح المفاجئ، والحفاظ على مسافة أمان كافية بين المركبات، بالإضافة إلى تشغيل الأضواء الأمامية حتى خلال النهار لزيادة مستوى الرؤية، وتجنب استخدام مثبت السرعة في الطرق الزلقة، كما دعا إلى تجهيز المركبات بحقيبة طوارئ تحتوي على بطانية، ومياه للشرب، وطعام خفيف، وكشاف ضوئي، مع التأكد من شحن البطارية بشكل كامل.
ويؤكد خطاطبة على أهمية تجنب الخروج من المنازل خلال الأحوال الجوية السيئة إلا للضرورة القصوى، محذرا من خطورة الخروج لمجرد تصوير مشاهد الانجماد، لما قد يشكله ذلك من خطر حقيقي على السلامة العامة.
12 مليون دينار لمعالجة البؤر الساخنة
في ظل تأثير المملكة بالظروف الجوية الحالية، تتجه الأنظار نحو جاهزية البنية التحتية وحالة الطرق والاستعدادات التي تتخذها وزارة الأشغال العامة ووزارة الإدارة المحلية لمواجهة أي طارئ قد ينجم عن هذه الأحوال، وتلعب غرف العمليات دورا محوريا في متابعة حالة الطرق الخارجية لضمان سلامة المواطنين، وتقديم الإرشادات اللازمة للسائقين.
وأنفقت وزارة الإدارة المحلية نحو 12 مليون دينار لمعالجة البؤر الساخنة في الطرق والمناطق المعرضة لمخاطر الفيضانات والانجماد، فيما استمرت فرق الطوارئ في رصد الملاحظات ومعالجتها بشكل فوري لضمان سلامة المواطنين واستمرارية الحركة المرورية بأمان.
ويؤكد أمين عام وزارة الإدارة المحلية للشؤون الإدارية والمالية، الدكتور نضال أيوب أبو عربي، في حديثه لـ "عمان نت"، أن هناك متابعة مستمرة وبالتنسيق مع البلديات ومجالس الخدمات المشتركة وفق خطط مسبقة لمواجهة الظروف الجوية خلال فصل الشتاء.
ويوضح أبو عرابي أن هذه الجهات تمتلك الخبرة الكافية للتعامل مع مثل هذه الحالات، بالتعاون مع شركاء الوزارة من وزارة الأشغال العامة وأمانة عمان وشركات الكهرباء ومديرية الأمن العام والدفاع المدني، مع الالتزام بالتقارير الصادرة عن دائرة الأرصاد الجوية.
ويشير إلى أن هناك 125 غرفة طوارئ موزعة في البلديات ومجالس الخدمات، جميعها مرتبطة بغرفة الطوارئ الرئيسية في الوزارة، لضمان سرعة الاستجابة لأي ملاحظات أو شكاوى ترد من المواطنين خلال هذه الظروف، مضيفا أن هذه الغرف استقبلت منذ يوم الخميس وحتى صباح الأحد حوالي 180 ملاحظة، معظمها بسيطة وتم التعامل معها دون أي تأثيرات جوهرية.
وتتعامل كوادر البلديات ومجالس الخدمات مع مختلف الملاحظات، خاصة تلك المتعلقة بحالات الصقيع والانجماد على الطرق الخارجية، حيث يتم نشر الملح في المناطق المعرضة للانجماد للحد من خطورة الحوادث، بالاضافة إلى وجود فرق ميدانية تابعة لغرف الطوارئ، تعمل على رصد ومعالجة أي مشكلات طارئة مثل تجمع الأتربة أو ارتفاع منسوب مياه الأمطار، وتوثيق الملاحظات عبر نظام متابعة خاص مرفق بالصور لضمان معالجتها بالكامل قبل إغلاقها.
وحول المناطق التي تتكرر فيها المشكلات خلال فصل الشتاء، بحسب الوزارة تعتمد خطتين لمعالجة هذه النقاط، وقائية وعلاجية، ويتم رصد البؤر الساخنة ومعالجتها خلال فصل الصيف أو قبل بداية موسم الأمطار، بهدف تقليل عدد المشكلات المتكررة سنويا، مشيرة إلى أن الوزارة أنفقت نحو 12 مليون دينار خلال عام 2024 لمعالجة هذه النقاط، مما ساهم في تقليص عددها مقارنة بالسنوات السابقة.
هذا وشهدت شوارع العاصمة عمان صباح الأحد، ازدحامات مرورية خانقة جراء تأخير الدوام الرسمي الى الساعة العاشرة صباحا، بسبب الكثافة المرورية في الشوارع الرئيسية والفرعية، وخاصة في مواقع الاشارات الضوئية، وتواجدت كوادر السير والـمن العام في المواقع لمحاولة تسهيل الحركة المرورية وتنظيم حركة السير.
وكان اصدر رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان بلاغا بتأخير الدوام الرسمي من الساعة العاشرة صباحا وحتى الرابع مساء، أيام الأحد والإثنين والثلاثاء، وذلك بسبب الانجماد المتوقع الناتج عن الكتلة القطبية المؤثرة على المملكة، والتي اطلقت عليها ادارة الارصاد الجوية اسم الجلمود.