
محلل سياسي: بيان وزراء خارجية 25 دولة بشأن غزة يحمل دلالات رمزية أكثر من كونه تحولًا عمليًا
قال المحلل السياسي الدكتور حسن الدعجة إن بيان وزراء خارجية 25 دولة، من بينها بريطانيا وأستراليا وفرنسا، الذي دعا إلى وقف فوري وغير مشروط للحرب في غزة، يحمل دلالات رمزية وإعلامية أكثر من كونه تحولًا فعليًا في الموقف الغربي تجاه العدوان على القطاع.
وفي مداخلة عبر أثير "راديو البلد"، اعتبر الدعجة أن مثل هذه البيانات تهدف بشكل أساسي إلى تهدئة الرأي العام داخل المجتمعات الغربية، لا إلى ممارسة ضغط حقيقي على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية، مشيرًا إلى أن استمرار الدعم العسكري والسياسي من هذه الدول للجانب الإسرائيلي يتناقض مع تصريحاتها العلنية.
وأوضح أن بعض الحكومات الغربية باتت تواجه ضغوطًا جماهيرية متصاعدة على خلفية الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة، والتي وصلت إلى مستويات حرجة بحسب مؤشرات منظمات دولية، لكن ذلك لم يُترجم إلى خطوات عملية مؤثرة لوقف الحرب أو إدخال المساعدات.
ورأى الدعجة أن ازدواجية المعايير ما زالت سائدة في المواقف الغربية تجاه القضية الفلسطينية، متسائلًا عن سبب غياب أي تحرك فعلي تجاه ما وصفه بعرقلة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، رغم أن ذلك قد يشكل انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني.
وأشار إلى أن الضغط الشعبي الغربي قد يسهم في بعض الإجراءات المؤقتة كإدخال مساعدات، لكنه لا يعكس حتى الآن موقفًا استراتيجيًا موحدًا لتغيير السياسات تجاه الصراع في غزة.
وفي السياق ذاته، أثنى الدعجة على الجهود الدبلوماسية الأردنية، وعلى رأسها تحركات جلالة الملك عبد الله الثاني، الذي أكد في لقائه الأخير مع رئيس الوزراء الكندي أهمية وقف الحرب وإدخال المساعدات، مشيرًا إلى أن الملك يواصل الدفاع عن القضية الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية.
وفي ختام حديثه، دعا الدعجة إلى موقف عربي وإسلامي موحد وأكثر قوة تجاه ما يجري في غزة، مؤكدًا أن غياب التنسيق الواضح بين الدول العربية يُضعف تأثيرها في الضغط على المجتمع الدولي لإيقاف الحرب أو إلزام إسرائيل بتطبيق الاتفاقيات.