ما واقع الريادة النسائية في الأردن؟

الرابط المختصر

رغم التقدم الملحوظ في بيئة ريادة الأعمال بالأردن وتنامي المبادرات الداعمة للمشاريع الناشئة، ما تزال مشاركة المرأة الاقتصادية دون المستوى المأمول، وفق ما ناقشته فقرة "شؤون اقتصادية" ضمن برنامج "طلّة صبح" عبر أثير راديو البلد.

وبحسب المنتدى الاقتصادي الأردني، حلّ الأردن في المرتبة الثالثة عربيًا على مؤشر الفجوة بين الجنسين لعام 2025 بنسبة 65.5%، في وقت تبقى فيه معدلات مشاركة النساء في سوق العمل من بين الأدنى في المنطقة.

وأكدت رياديات أردنيات أنّ الريادة لم تعد حكرًا على الرجال، مشيرات إلى أن التحديات التمويلية والاجتماعية ما تزال أبرز ما يعيق انخراط المرأة في المشهد الريادي، على الرغم مما توفره رؤية التحديث الاقتصادي من فرص واعدة لتعزيز تمكينها ودورها التنموي.

المستشارة والمدربة في ريادة الأعمال علياء عنبر أوضحت خلال البرنامج أنّ واقع الريادة النسائية "قطع شوطًا كبيرًا" خلال السنوات الماضية، بفضل تزايد الوعي والدعم وتنوّع المجالات التي باتت النساء يخضنها بعيدًا عن المشاريع التقليدية.

وبينت عنبر أنّ التحديات تبدأ غالبًا من صعوبة الوصول إلى التمويل، إلى جانب نقص الخبرة بالإجراءات القانونية والإدارية، إضافة إلى النظرة المجتمعية النمطية التي تحدّ من قدرة المرأة على المنافسة، خصوصًا في المحافظات.

ورأت عنبر أنّ ارتفاع نسب التعليم بين النساء يدفع الكثير منهن للتوجه نحو ريادة الأعمال رغبةً بالاستقلال المادي والمرونة في اختيار طبيعة العمل، في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وقلّة الفرص الوظيفية.

كما أشادت ببرامج حكومية وجهود مؤسسات محلية ودولية تسهم في تدريب ودعم الرياديات وتمويل مشروعاتهن، مؤكدة ضرورة تبسيط الإجراءات وتوسيع نطاق هذه البرامج.

ودعت عنبر القطاع الخاص ليكون شريكًا أساسيًا عبر الإرشاد والتشبيك وفتح فرص الشراء من المشاريع النسائية الصغيرة، ما يسهم بتحقيق استدامة اقتصادية حقيقية.

وختمت بالتأكيد أن المرحلة الحالية انتقالية، وأن النجاح الفردي للرياديات الأردنيات يجب أن يتحول إلى حراك وطني مستدام عبر نقل الخبرات وتوسيع حاضنات الأعمال النسائية وتغيير الصورة النمطية.

واختتمت الحلقة بالتأكيد على أهمية مواصلة دعم الريادة النسائية بوصفها رافعة أساسية للاقتصاد وتمكين المرأة الأردنية.