كيف نبدأ العام دون ضغط؟ إدارة الذات بين الطموح والواقع
مع انطلاق العام الجديد، يتجه الكثيرون نحو وضع أهداف طموحة، لكن الخوف من الضغط النفسي وعدم تحقيق الأهداف يمكن أن يعيق الطريق منذ البداية. وفي مقابلة مع الأخصائية التربوية ومدربة المهارات الحياتية ليان المحتسب، أكدت أن مفتاح بداية سنة هادئة ومنتجة يبدأ أولًا بتقييم الذات قبل التفكير في أي طموح خارجي، عبر مراجعة إنجازات العام الماضي والشعور بالرضا الداخلي عن النفس، فهذا التوازن النفسي أساسي قبل وضع أي خطة مستقبلية.
وقد شددت المحتسب على أهمية وضع أهداف قابلة للإنجاز، تبدأ صغيرة وقابلة للقياس بدلًا من الأهداف الكبيرة التي غالبًا ما تؤدي إلى الإحباط عندما لا تتحقق. تقسيم الأهداف إلى يومية، أسبوعية، شهرية وسنوية يساعد على بناء عادات جديدة وتثبيتها بدل الشعور بالضغط، مثل ممارسة ربع ساعة من المشي يوميًا أو التعلم المنتظم بوقت صغير يوميًا.
وركزت المحتسب أيضًا على التعامل مع التجارب الفاشلة على أنها فرص لتعلم دروس، وأن عدم تحقيق هدف ما ليس فشلًا بقدر ما هو خطوة في سياق تطوير الذات، وإن تقبل المرونة في الخطة مهم جدًا لتخفيف الضغط النفسي.
وللطلاب والشباب تحديدًا، نصحت بتحديد أوقات محددة لاستخدام الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي، مع توجيه التركيز نحو المحتوى المفيد الذي يدعم تطورهم، مما يسهم في تنظيم الوقت وتحقيق الأهداف دون الشعور بالإرهاق الناتج عن التشتت الرقمي.
ختامًا، أكدت المحتسب أن الهدف الحقيقي لا يكمن في تحقيق إنجازات ضخمة فحسب، بل في الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية، وفي السلام الداخلي الذي يمكن أن يجعل من العام الجديد تجربة أكثر إنتاجية وراحة.











































