عياد لـ"راديو البلد": العالم أمام عصر تحولات كبرى وصراع أقطاب يهدد الهيمنة الأمريكية

الرابط المختصر

حذّر الباحث في العلاقات الدولية حازم عياد من أن العالم يعيش على أعتاب مرحلة دولية مفصلية تتسم بصراع محتدم بين القوى الصاعدة، وعلى رأسها الصين، وبين الولايات المتحدة التي تحاول إطالة عمر هيمنتها العالمية.

وفي حديثه لبرنامج "المنارة" عبر "راديو البلد"، أوضح عياد أن المؤشرات الاقتصادية والتكنولوجية تشير إلى تفوق الصين في مجالات عدة، بينها الذكاء الاصطناعي وصناعة الشرائح الإلكترونية والسيارات الكهربائية، وهو ما دفع واشنطن إلى انتهاج سياسات حمائية وفرض رسوم جمركية، في خطوة وصفها بأنها "سلوك دفاعي يعكس حالة انكفاء وتراجع".

وأضاف أن الولايات المتحدة تخوض حروبًا وصراعات متعددة — من الحرب التجارية مع الصين، إلى النزاع في أوكرانيا، وصولًا إلى دعمها لإسرائيل في حرب غزة — ما أدى إلى تآكل صورتها ومكانتها الدولية، وأضعف قدرتها على الحفاظ على ما يُعرف بـ"السلام الأمريكي" في الشرق الأوسط.

كما أشار عياد إلى أن واشنطن تواجه تحديات متزايدة في المنطقة العربية، في ظل تمدد النفوذ الصيني والروسي، وتحول بعض الدول العربية إلى البحث عن بدائل استراتيجية خارج العباءة الأمريكية. وختم بالقول إن استمرار هذه التحولات قد يقود إلى إعادة تشكيل النظام الدولي، وسط صعوبة تنبؤ مآلات الصراع بين الأقطاب الكبرى.

وقال عياد بالقول إن الولايات المتحدة باتت تخوض صراعات مفتوحة على أكثر من جبهة، سواء مع الصين لأسباب اقتصادية وجيوسياسية، أو مع روسيا في أوكرانيا، أو حتى في الشرق الأوسط حيث تواجه تحديات متصاعدة من حلفاء إيران. وأشار إلى أن الضغوط الأمريكية على الدول العربية، وخاصة الخليجية، قد تدفعها مستقبلاً للبحث عن بدائل استراتيجية في الصين وروسيا، خاصة مع توسع الاستثمارات الصينية في المنطقة ودورها في التهدئة بين بعض الأطراف.

ولفت إلى أن الحرب الإيرانية – الإسرائيلية الأخيرة، وما تبعها من تدخل أمريكي مباشر، لم تحقق أهدافها المعلنة في ردع طهران عن تطوير برنامجها النووي، بل ربما فتحت أمامها أبواباً جديدة للتعاون العسكري مع الصين وروسيا، حيث زودتها بكين بمنظومات دفاع جوي متطورة، فيما شرعت موسكو في اختبار أنظمة “إس-400” على الأراضي الإيرانية.

وأضاف أن المشهد الإقليمي يشهد تحولات كبرى، من بينها استمرار الضربات التي تستهدف القواعد والمصالح الأمريكية في العراق من قبل فصائل الحشد الشعبي، مما يعكس هشاشة النفوذ الأمريكي وقدرته على فرض رؤيته الأمنية في المنطقة.

وختم عياد بالتأكيد على أن تراكم هذه المعطيات قد يقود إلى “ربيع عربي” من نوع جديد، ليس مدفوعاً فقط بالمطالب السياسية الداخلية، وإنما أيضاً بالغضب الشعبي الواسع من السياسات الأمريكية في فلسطين والمنطقة، وهو ما قد تكون له تداعيات خطيرة على نفوذ واشنطن في الشرق الأوسط خلال السنوات المقبلة.