في حلقة مميزة من برنامج "نساء ملهمات"، سلطت الأضواء على الإعلامية الأردنية الرائدة عطاف الروضان، التي أثبتت أن المرأة العربية قادرة على قيادة مسارات الإعلام وصناعة الفارق في المجتمع. الروضان، التي بدأت كمتدربة في إذاعة صغيرة، أصبحت اليوم مديرة شبكة الإعلام المجتمعي، وأول امرأة عربية تُنتخب في المجلس التنفيذي للمعهد الدولي للصحافة، لتصبح نموذجًا يحتذى به للجيل الجديد من الإعلاميات.
تحدثت الروضان خلال اللقاء عن رحلتها المهنية التي بدأت بالحلم، وتغذّت بالشغف، مؤكدة أن الرغبة القوية هي المحرك الأساسي للنجاح، خاصة للنساء اللواتي يواجهن تحديات مضاعفة في مجالات تقليدية يسيطر عليها الذكور. وأشارت إلى أن الإعلام المجتمعي في الأردن كان حينها قطاعًا جديدًا، يتطلب شجاعة وابتكارًا، ما جعل تجربتها مليئة بالتحديات والإنجازات في الوقت ذاته.
وقالت الروضان إن التحدي الأكبر لم يكن فقط في دخول عالم الإعلام، بل في التغلب على الخلفية الاجتماعية التقليدية التي قد تقيّد مشاركة النساء في بعض المجالات. وأضافت: "هدفنا كان واضحًا: إثبات أن النساء الأردنيات قادرات على التواجد في كل مكان، وإدارة المؤسسات الإعلامية بكفاءة ومسؤولية".
وأوضحت الروضان أن التوازن بين العمل الإعلامي والبيئة الاجتماعية يحتاج إلى مهارة عالية، وقالت: "نحن النساء الأردنيات نمتلك قدرة على التكيف، نخلق فضاءات دعم حولنا، لنتمكن من الاستمرار في أداء مهامنا الإعلامية والعائلية والتطوعية، مع الحفاظ على قيمنا وأخلاقياتنا".
وحول الإعلام المجتمعي، أكدت الروضان أنه "إعلام من الناس وإلى الناس"، وأنه مسؤولية كبيرة تتطلب الالتزام بالتحقق من المعلومات والتحضير الجيد، لضمان وصول الرسالة بصدق ومصداقية. كما تحدثت عن أهمية مواجهة تحديات السوشال ميديا، مشددة على ضرورة وعي الإعلاميات بكيفية التعامل مع المحتوى الرقمي، والتحكم في تأثير التعليقات السلبية دون السماح لها بالتأثير على رسالتهن المهنية والشخصية.
وأضافت الروضان نصائح للشابات الراغبات في دخول مجال الإعلام، مؤكدة أن العمل الإعلامي، وبالأخص في الإذاعة والمجتمع، ليس سهلاً، لكنه منصة حقيقية لصنع التأثير، مشيرة إلى أن الالتزام، والشغف، والرغبة المستمرة في التعلم هي عناصر أساسية للنجاح.
واختتمت الإعلامية الأردنية حديثها بالتأكيد على أن تجربتها ليست مجرد قصة نجاح شخصية، بل دعوة لكل فتاة أردنية وعربية لتؤمن بقدرتها على التغيير والإبداع، ولتصبح صوتًا مسموعًا في مجتمعها من خلال الإعلام المسؤول والمجتمعي.











































