طالبات مدرسة البقعة..معاكسات وتعب المسافة اليومي
تعاني
مدارس وكالة الغوث في مخيم البقعة من مجموعة من مشكلات، تبدأ من الاكتظاظ وتنتهي بالبنية
التحتية "غير السوية"، وكل ذلك عدا مشاكل الطلبة أنفسهم: كالتسرب والسلوكيات
اللا أخلاقية.
سكان
المخيم تحدثوا لراديو عمان نت عن هذه المشكلات، حيث بدأ أحدهم بالحديث عن مشاكل
مدارس البنات، قائلاً: "أقيمت مدرسة البنات على أطراف المخيم وتحتاج الى مواصلات
كي يذهبهن إليها، وأقيمت مدارس الشباب في منتصف المخيم، فبدلا من أن يخففوا المشقة
على الطالبات أبعدن خارج المخيم، وترك الشباب في الداخل".
شباب
سكارى... داخل المدارس!
بُعد
مدرسة البنات أدى الى ظهور مشكلة أخرى تتلخص في تجمّع كثير من الشباب خارج المدارس
وحتى أنهم يتجرأون على الدخول الى داخل مدارس البنات، ويقول بعض الآباء "لا تستطيع
البنات الذهاب الى الحمامات لأن الشباب يتجمعون في حمامات مدرستهن، كما يتجمعون
على أبواب المدرسة منذ بدء الدوام المدرسي وحتى نهايته حتى صار معظم الناس يمنعون
البنات من إكمال الدراسة في المدرسة".
أما
في مدارس الشباب أنفسهم فحدّث ولا حرج، "ليس هناك رقابة على المدارس فحتى
الأولاد الصغار لا يستطيعون الذهاب الى الحمامات والساحة؛ لأن الشباب يتجمعون هناك
وهم سكارى، فيخاف الصغار من دخول الحمامات".
الناطق
باسم وكالة الغوث (الأونروا) في الأردن مطر صقر صرّح لعمان نت حول هذه المشكلات
قائلاً "الأونروا وحدها غير قادرة على وضع حد لمثل هذه السلوكيات، فنحن نتكلم
عن مخيم البقعة وهو من أكبر المخيمات في المملكة وهناك لجنة لتحسين المخيم
والوجهاء ورجال الدين والمؤسسات الإجتماعية ودائرة الشؤون الفلسطينية إضافة الى السلطات
الأمنية المحلية، ومن الإجحاف أن تقوم الأونروا وحدها وهي لا تمتلك الوسائل
القانونية أو العناصر الأمنية لوضع حد لمثل هذه السلوكيات".
وأشار
صقر الى أن وكالة الغوث قادرة على وضع حد لهذه المشكلة بالتعاون مع كافة الأطراف
المعنية فيها ولس الأونروا وحدها، مضيفاً "فقد أثيرت مشكلة مشابهة في مخيم
الوحدات في إحدى مدارس الإناث، وهناك جرى تنسيق مع الجهات الأمنية هناك ولجنة
تحسين المخيم للحد من هذه الظاهرة إن لم يكن إجتثاثها ومنعها منعا باتاً".
وتابع
صقر "هناك سلوكيات غير سوية ولا تنسجم مع عاداتنا وتقاليدنا يمارسها قلة من
الشباب العاطلين عن العمل والذين يتعاطون بعض المواد الممنوعة وهذه السلوكيات
نجدها في كثير من المجتمعات والأوساط الفقيرة سواء داخل المخيمات أم خارجها وهي
ظاهرة ليست حكرا على المخيمات".
ومن
جهتهم قام سكان المخيم بتقديم شكاوى الى مركز الأمن لكن "لا حياة لمن تنادي،
أين الموظفين والأمن، أين الرقابة؟".
مشاكل
أخرى أيضاً..
ويضيف
هؤلاء المواطنين مشكلة أخرى في مدارس أبنائهم، قائلين: "ليس هناك اهتمام بهذه
المدارس، فقد وصل الفصل الى منتصفه ولم يتوفر كتب لبعض الطلاب حتى الآن، فيعتمد
الطالب على استعارة كتابه من جيرانه".
فيما
علق صقر على هذه القضية، قائلاً: "عادة ما نحصل على حاجتنا من الكتب المدرسية
من وزارة التربية والتعليم، وما يصلنا منهم نقوم بتوزيعه على الطلبة، وهناك 177
مدرسة تابعة للأونروا في الأردن، وربما يكون هناك بعض الكتب التي لم تصلنا بعد
وفيها نقص، إذا كانت الشكوى تتعلق بهذه الناحية، لكن إذا كانت الشكوى أن هناك بعض
الطلبة لم يتم تسليمهم كتب مدرسية فربما انتقلوا من مدارس أخرى الى مدارسنا وفي
هذه الحال يفترض أن يكون قد حصل الطالب أو الطالبة على حاجتهم من المدرسة التي
نقلوا منها".
اقتراح
لحل المشاكل!
وكحل
بسيط لقضايا المدارس في مخيم البقعة، اقترح مواطنو المخيم "أن تعود الطالبات
الى المدرسة التي داخل المخيم، والطلبة الذكور الى خارجه في أقرب وقت ممكن،
فالأولاد لو مشوا أو حتى استقلوا باص فلن يتضرر كثيرا".
ووجد
الناطق باسم الأونروا مطر صقر هذا الاقتراح "فكرة جيدة" حيث قال
"قد تكون هذه نقطة وجيهة وقابلة للنظر، وبدوري سأقوم بنقلها الى المسؤولين،
بل أنا أرى فيها فكرة جيدة عدى أن المدرسة تقع في طرف المخيم ونائية ربما خاصة في
ساعات الدوام المسائي".
ودعا
صقر المواطنين الى التوجه بشكاويهم الى المسؤولين في الوكالة مباشرة، "هذه
إجابات عمومية ونحن أبوابنا مفتوحة في مكاتب الأنوروا لسماع هذه الشكاوى
لمعالجتها، ونرجو من أصحاب الشكوى نقلها مباشرة الى المسؤولين في الأونروا
ليختصروا الطريق على أنفسهم".
وضع هذه المدارس قد يحل بشكل قليل بنقل مدارس
البنات الى داخل المخيم كما يرى المواطنون، لكن هل ستحل قضايا أخرى تعاني منها هذه
المدارس، من فقر مدقع وبطالة متفشية وحرمان يؤدي بطلبة وشباب في أولى سنين عمرهم
الى الانحراف الاخلاقي والنفسي؟











































