سعيد المصري: أوروبا مشلولة سياسيًا واقتصاديًا وتتعامل بازدواجية مع أوكرانيا وفلسطين

الرابط المختصر

قال الوزير الأسبق المهندس سعيد المصري إن السياسات الأمريكية في إدارة الحرب الأوكرانية تقوم على "التفرد وإدارة الفوضى"، ما انعكس على أوروبا التي وصفها بأنها تعيش حالة شلل سياسي واقتصادي.

وأضاف المصري، خلال حديثه في برنامج "المنارة" على إذاعة راديو البلد 92.5، أن اللقاء الأخير بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب كشف عن ضغوط متزايدة على أوكرانيا للتنازل عن إقليم دونباس مقابل ضمانات أمنية من الغرب.

وانتقد المصري الموقف الأوروبي من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، معتبرًا أن ازدواجية المعايير واضحة بين الحشد الدولي لإنقاذ أوكرانيا، في مقابل التجاهل التام لمعاناة الفلسطينيين من القتل والتجويع في غزة.

وأشار المصري إلى أن الاتحاد الأوروبي بدا ضعيفًا ومفككًا في التعامل مع هذه الملفات، مؤكدًا أن تبعيته السياسية والاقتصادية لواشنطن جعلته عاجزًا عن لعب أي دور مستقل أو مؤثر في الصراع.

مشداا  بالتأكيد على أن استمرار هذه الازدواجية يضعف مصداقية أوروبا دوليًا، داعيًا إلى تبني مواقف عادلة ومتوازنة تعترف بحق الشعوب في الحرية والاستقلال، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني.

كما لفت المصري إلى أن الحرب في أوكرانيا، رغم مرور أكثر من عامين عليها، ما زالت تكشف هشاشة التحالف الغربي، إذ لم يتمكن من تحقيق أي إنجاز حقيقي على الأرض، في الوقت الذي تتصاعد فيه الأعباء الاقتصادية على الشعوب الأوروبية من ارتفاع أسعار الطاقة والتضخم والبطالة.

وبيّن أن الشعوب الأوروبية بدأت تدرك حجم الثمن الذي تدفعه نتيجة انحياز حكوماتها الكامل لسياسات واشنطن، محذرًا من أن استمرار هذا النهج قد يؤدي إلى تصاعد موجات الغضب الشعبي وربما صعود قوى سياسية جديدة رافضة للهيمنة الأمريكية.

وأضاف أن الموقف العربي ما يزال باهتًا تجاه هذه التحولات الدولية، رغم أن المنطقة تدفع أثمانًا مباشرة نتيجة هذه الصراعات، مشددًا على أن استعادة القرار العربي المستقل بات ضرورة لمواجهة التداعيات على الأمن الغذائي والاقتصادي.

وأكد المصري أن على الأردن أن يوازن في سياساته الخارجية بين التزاماته التقليدية وعلاقاته الإقليمية والدولية، مع مراعاة المصلحة الوطنية العليا، مشيرًا إلى أن التغيرات الدولية تفرض على دول المنطقة إعادة النظر في تحالفاتها وخياراتها الاستراتيجية.

وفي ختام حديثه، دعا الدكتور عوني المصري إلى ضرورة بناء موقف عربي موحّد يبتعد عن سياسة الاصطفاف وراء القوى الكبرى، مؤكدًا أن العالم يتجه نحو تعددية قطبية، وأن على الدول العربية أن تستفيد من هذه التحولات لتعزيز استقلال قرارها السياسي والاقتصادي.

وشدد على أن الأردن تحديدًا بحاجة إلى رؤية استراتيجية جديدة تقوم على تنويع الشراكات الدولية والإقليمية، والانفتاح على القوى الصاعدة مثل الصين وروسيا والهند، بما يضمن حماية مصالحه الوطنية ويخفف من تبعات الأزمات العالمية.

كما أوصى بزيادة الاستثمار في الأمن الغذائي والطاقة المتجددة، وتقليل الاعتماد على الخارج، معتبرًا أن ذلك هو السبيل الأمثل لحماية الدول العربية من انعكاسات الصراعات الدولية على حياة الشعوب.