خبير بيئي: جفاف سد الوحدة إنذار مبكر لأزمة مائية غير مسبوقة في الأردن

الرابط المختصر

حذر رئيس الجمعية الأردنية للمحافظة على المياه والبيئة، أحمد الروسان، من أن جفاف سد الوحدة، أكبر السدود الأردنية على نهر اليرموك والمشترك مع سوريا، يمثل إنذارًا مبكرًا لأزمة مائية غير مسبوقة في المملكة.

وقال الروسان، في حديثه لراديو البلد، إن منسوب المياه في السد انخفض إلى نحو 2 إلى 3 ملايين متر مكعب فقط، في حين تشير بيانات وزارة المياه إلى وجود نحو 10 ملايين متر مكعب من أصل السعة الكلية البالغة 110 ملايين متر مكعب.

وأوضح أن هذا التراجع الحاد يعود إلى عوامل مناخية وتراجع كميات الأمطار منذ أيلول الماضي، إلى جانب تزايد عدد السدود والحفر المائية العشوائية في محافظة درعا السورية، والتي تجاوزت الأربعين موقعًا، ما أدى إلى إضعاف تدفق المياه في نهر اليرموك.

وأشار إلى أن اللجان الفنية الأردنية السورية المشتركة تعمل على مراقبة التجاوزات وضبط حفر الآبار غير المرخصة، مؤكدًا أن هناك تجاوبًا فنيًا وسياسيًا من الجانب السوري، لكنه شدد على ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي لضمان الحقوق المائية الأردنية.

وبيّن الروسان أن السد أُنشئ أساسًا لتزويد محافظات الشمال بمياه الشرب وليس لأغراض الزراعة، محذرًا من أن استمرار انخفاض الأمطار وارتفاع درجات الحرارة سيؤدي إلى تفاقم العجز المائي في السنوات المقبلة.

وأضاف أن العجز المائي في الأردن يتراوح بين 400 و500 مليون متر مكعب سنويًا، مؤكدًا أهمية مشروع الناقل الوطني الذي من المتوقع أن يوفر نحو 300 مليون متر مكعب سنويًا لتخفيف الضغط على الموارد الطبيعية.

ودعا الروسان إلى الحد من استنزاف الأحواض الجوفية وخفض الفاقد المائي الذي يصل إلى 40% في العاصمة عمان، مؤكدًا أن الأمن المائي هو جزء أساسي من الأمن الوطني، وأن مواجهة الأزمة تتطلب تعاونًا حكوميًا وشعبيًا والتزامًا باتفاقيات المياه الإقليمية.