تصاعد معارك الفاشر يهدد بتقسيم السودان.. وتحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة

الرابط المختصر

 حذّر الباحث في الشؤون العربية والأفريقية علي فوزي من خطورة التطورات العسكرية المتسارعة في السودان، قائلاً إنّ «الوضع ينحدر نحو سيناريو مشابه لتجربة ليبيا، مع تزايد مخاطر تقسيم الدولة السودانية فعليًا بين سلطتين متحاربتين».

وأضاف فوزي، خلال استضافته عبر تقنية الزوم ضمن برنامج «المنارة» الذي تبثه إذاعة راديو البلد 92.5، أنّ سقوط مدن استراتيجية بيد قوات الدعم السريع، والإعلان عن السيطرة على أجزاء من الفاشر، «يعكس تدهورًا متسارعًا في الميدان، ويفتح الباب أمام موجة نزوح واسعة وانهيار شامل لبنية الدولة».

وأكد أنّ المعارك العنيفة في إقليم دارفور قد أصابت عاملين في الإغاثة وأوقعت قتلى بينهم، ما «يعني دخول الوضع الإنساني مرحلة سوداء تتجاوز المجاعة إلى انعدام كامل للقدرة على البقاء».

وأشار فوزي إلى تصريحات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي التي عبّرت عن قلق القاهرة ودول أفريقية أخرى من توسّع القتال، ومن تورط أطراف خارجية عبر «جلب المرتزقة وتغذية الصراع بالسلاح»، وهو ما يهدد بانفجار أمني يمتد إلى دول الجوار.

وفي سياق متصل، قال الباحث إنّ الجيش السوداني ما يزال متمسكًا بمواقعه داخل الفاشر، نافياً سقوطها بالكامل، لكنه اعترف بانسحابات تكتيكية «تفرضها كثافة الهجمات واستخدام الدعم السريع لأسلحة متطورة».

من جانبه، شدّد محمد الشريف، رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات، في مداخلة أخرى عبر البرنامج، على أنّ الحرب المستمرة منذ إبريل 2023 «تحولت إلى صراع مفتوح يدار بعيدًا عن طاولة السياسة»، مشيراً إلى فشل كل المبادرات الدبلوماسية الأخيرة، بما فيها تلك التي قادتها الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، بريطانيا، السعودية، الإمارات).

ووصف الشريف ما يحدث في الفاشر بأنّه «مأساة مكتملة الأركان»، إذ يواجه أكثر من نصف سكان المدينة خطر الموت جوعًا مع توقف دخول المساعدات وغياب أي ضمانات لحماية المدنيين.

وانتقد ضيفَا البرنامج الصمت الإقليمي والدولي، معتبرين أنّ انخفاض الاهتمام العالمي جعل من السودان «الحرب المنسية الأكبر في القرن الحالي»، فيما يدفع المدنيون الثمن قتلاً وتجويعًا وتشريدًا.

وبحسب الأمم المتحدة، تجاوز عدد النازحين داخليًا وخارجيًا 12 مليون شخص، فيما يواجه 1.4 مليون طفل خطر سوء تغذية حاد قد يحصد أرواح الآلاف في ظل استمرار القتال وتعثر الوصول الإنساني.