استطلعت "عمان نت" آراء شخصيات فلسطينية وأردنية حول قرار عدد من الدول الغربية الاعتراف بدولة فلسطين، حيث أجمع المتحدثون على أن الخطوة رغم أهميتها تبقى غير كافية ما لم تُترجم إلى إجراءات عملية تنهي الاحتلال وتؤسس لحل الدولتين.
وقالت وزيرة الخارجية الفلسطينية فارسين أغاباكيانل عمان نت " بأن الاعترافات خطوة للأمام، لكنها ليست غاية في حد ذاتها. وأضاف: "علينا الآن أن نرى الإجراءات المتخذة على أرض الواقع، وفقًا لإعلان نيويورك، لنقترب أكثر من تفكيك الاحتلال وإقامة دولتنا على أرض الواقع".
وأكدت أغاباكيان أن الفلسطينيين بحاجة إلى رؤية إجراءات سياسية واقتصادية تتخذها الدول، فرديًا وجماعيًا، "أولًا وقبل كل شيء، لإنهاء العدوان على غزة، ودخول المساعدات الإنسانية، واتخاذ إجراءات أمنية لدعم دخولنا وعملنا في غزة".
بدوره دعا قال أنيس سويدان، رئيس دائرة العلاقات العربية في منظمة التحرير الفلسطينية، إلى ممارسة ضغط دولي على الولايات المتحدة لإصدار قرار من مجلس الأمن بالاعتراف بفلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة دون استخدام الفيتو، مع دعم مؤسسات الدولة الفلسطينية سياسياً واقتصادياً، مشدداً على ضرورة إقامة سفارات وبدء التطبيق الفعلي لحل الدولتين.
من جانبها، حذّرت الدكتورة دلال صائب عريقات، الأستاذة المشاركة في الجامعة العربية الأمريكية، من أن الاعتراف "لن يكون ذا جدوى إن لم يترافق مع إجراءات قابلة للتنفيذ"، مؤكدة أن المصداقية الدولية مرهونة بترجمة المبادرات الرمزية إلى حماية من العنف، ومساءلة على الانتهاكات، وتطبيق عادل لحل الدولتين.
وفي غزة، قال الإعلامي حمادة حمادة إن المعاناة اليومية تفوق أي اعتراف رمزي، مضيفاً: "غزة تُباد على الهواء مباشرة، ومن لا يقف لنصرة طفل جائع لا يعنينا اعترافه الكاذب".
أما د. مروان المعشر، نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق ونائب رئيس مؤسسة كارنيغي، فاعتبر الاعتراف "إشارة إيجابية"، لكنه قد يبقى رمزياً إذا لم يترافق مع عقوبات على إسرائيل، مثل حظر تصدير الأسلحة أو واردات المستوطنات، داعياً الدول العربية للمشاركة في هذه الإجراءات حتى "تُدرك إسرائيل أن للاحتلال ثمناً".
بدورها، رأت نيفين أ. صندوقة، المديرة الإقليمية لمنظمة "الجميع من أجل السلام"، أن الاعتراف يؤكد الهوية الفلسطينية لكنه غير كافٍ، قائلة: "نحتاج إلى إنهاء الحرب على غزة، وضمان المساعدات، وتوفير أفق سياسي حقيقي يقوم على المصالحة والعدالة والسلام".
في السياق ذاته، أكد أوبي عابودي، مدير مركز بيسان للبحوث والتطوير، أن الاعتراف "خطوة جيدة وإن تأخرت"، لكنه شدد على ضرورة تفعيل آليات دولية عاجلة مثل "الاتحاد من أجل السلام" وإرسال قوة حماية متعددة الجنسيات، إلى جانب فرض مقاطعة شاملة لإسرائيل وفتح محاكم دولية لملاحقة جرائم الحرب.
الناشط المقدسي دميتري دلياني دعا بدوره إلى "تسوية المشهد السياسي الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية"، مع تكثيف الجهود القانونية الدولية، مشدداً على أن الاعتراف يجب أن يترجم إلى دعم لإعادة الإعمار، وحماية المدنيين، وصون حقوق اللاجئين.
وفي عمان، قال أحمد عوض، مدير مركز فينيكس للدراسات الاقتصادية، إن الاعترافات الغربية تمثل محاولة لتصحيح أخطاء تاريخية ارتكبت بحق الفلسطينيين، لكنها "جاءت نتيجة لتضحيات الشعب الفلسطيني على مدى أكثر من 75 عاماً". ودعا إلى خطوات أكثر تأثيراً مثل وقف الدعم السياسي والعسكري لإسرائيل، إلغاء اتفاقية الشراكة الأوروبية معها، وفرض حصار دبلوماسي شامل.












































