الشناق : الدولة الأردنية تفتقد لرجال الدولة، ويجب رفع الغطاء عن كل مسؤول فاشل وعاجز

الرابط المختصر

أكد الدكتور أحمد الشنّاق، أمين عام الحزب الوطني الدستوري، أن الأردن كان ولا يزال مستهدفًا منذ نشأته ككيان سياسي، لكنه ظل صامدًا في وجه مشاريع تفتيت المنطقة، وخصوصًا المشروع الإيراني القائم على الميليشيات والطائفية، مشيرًا إلى أن المملكة تمثل "الصخرة" التي وقفت بوجه هذا المخطط في العراق وسوريا ولبنان.

جاء ذلك خلال استضافته في برنامج رينبو عبر "راديو البلد"، حيث أوضح الشنّاق أن المشروع الإيراني يسعى إلى إسقاط الدول الوطنية العربية، وهو ما يصب في نهاية المطاف في مصلحة المشروع الإسرائيلي الهادف إلى تفتيت المنطقة إلى دويلات طائفية لتبرير فكرة "الدولة اليهودية".

وفي قراءة للمشهد الإقليمي بعد السابع من أكتوبر، قال الشنّاق إن ما يسمى بمحور المقاومة تعرض لانهيارات حقيقية، فحزب الله تراجع، والحوثيون تم تحييدهم، وقيادات حماس تم تصفيتها أو خرجت من المشهد. وأضاف أن الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة ترامب، إذا ما عاد إلى الحكم، تحمل توجهًا مختلفًا يقوم على الحوار لا الحروب، وتعمل على استعادة الدول المختطفة مثل لبنان وسوريا من سطوة الميليشيات.

كما أشار الشنّاق إلى وجود حراك دبلوماسي بين سوريا و"الاحتلال الإسرائيلي" بوساطة إماراتية، مرجّحًا إمكانية استئناف المفاوضات غير المباشرة، لكنه شدد على أن "السلام لا يمكن أن يتم قبل استعادة الجولان المحتل".

وفيما يتعلق بقطاع غزة، قال الشنّاق إن القطاع ليس فقط قضية مقاومة، بل جزء من مشروع جيوسياسي أميركي يهدف إلى إنشاء بديل لممر الحرير الصيني، عبر ربط الهند بأوروبا من خلال غزة. واعتبر أن الولايات المتحدة تسعى لإدارة القطاع ضمن ترتيبات دولية، لكن "الدولة العميقة" في إسرائيل هي من ترفض هذا السيناريو.


قال الشناق إن الدولة الأردنية تفتقد اليوم لرجال الدولة الحقيقيين الذين يتحملون المسؤولية بشجاعة ويقدمون المصلحة العامة على المصالح الشخصية أو الحسابات الضيقة. وأضاف: "لا بد من رفع الغطاء عن كل مسؤول فاشل أو عاجز عن أداء واجبه، فالإبقاء على الضعفاء في مواقع القرار يفاقم الأزمات ويؤخر الإصلاح الحقيقي الذي يحتاجه الأردن". وشدد الشناق على أن المرحلة الحالية تتطلب مكاشفة ومصارحة لا مجاملة فيها، لأن الاستمرار بالنهج ذاته يعني المزيد من التراجع وفقدان الثقة الشعبية.

وشدد  على ضرورة إعادة توجيه البوصلة الوطنية نحو الداخل، مؤكدًا أن التهديد الحقيقي الذي يواجه الأردن ليس خارجيًا بقدر ما هو نابع من أزماتنا الداخلية المتراكمة. وقال: "علينا أن نلتفت إلى مشاكلنا الداخلية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، فهي التهديد الفعلي الذي يهدد الاستقرار ويقوّض ثقة المواطن بمؤسسات الدولة". وأضاف الشناق أن غياب الحلول الجذرية واستمرار حالة الإنكار والتجميل سيزيد من تعقيد المشهد، داعيًا إلى حوار وطني شامل يعالج جذور الأزمة لا مظاهرها فقط.

وختم الشنّاق حديثه بالتأكيد على أن الأردن، رغم كل الضغوط والتحديات، لا يزال يحتفظ بدوره المحوري في حماية استقرار المنطقة، وأن محاولات ضرب هويته أو التشكيك بصموده "لن تغيّر من الحقائق شيئًا".