الاحتلال يحفر اساسات الجدار الغربي للأقصى الملاصق لمتحف القصور الأموية
قام عمال سلطة اثار الاحتلال الخميس بحفر الاساسات بالجدار الغربي الملاصق للمتحف بالقصور الاموية وتكسير للحجارة.

ولطالما نفت حكومة الاحتلال الإسرائيلي أن تكون تجري أي حفريات في أسفل المسجد، ولكن هذا النفي لم يطفئ أبدا مخاوف الفلسطينيين.
وبالمقابل، لا يبقي النفق الذي افتتحته سلطات الاحتلال أسفل الجدار الغربي للمسجد الأقصى عام 1996، وأنفاق أخرى تم الإعلان عنها في السنوات الماضية في محيط الأقصى، شكا بأن هناك حفريات في محيط المسجد.
وأصدرت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو في يوليو / تموز 2017، قرارا يؤكد عدم وجود سيادة للاحتلال على مدينة القدس التي احتلها الكيان الإسرائيلي عام 1967، وأدانت أعمال الحفر التي تقوم بها دائرة الآثار التابعة للاحتلال في المدينة.
واصلت الحفريات في كل الجهات المحيطة بالمسجد الأقصى فوق الأرض وتحتها، وهنا نركز على الحفريات تحت الأرض، وبالذات التي تشكل من خلالها الأنفاق الأرضية.
1- النفق الغربي
بوشرت الحفريات في النفق الغربي سنة 1970 وتوقفت عام 1974 ثم استؤنفت عام 1975، ويمتد النفق من أسفل المحكمة الشرعية (المدرسة التنكزية) بمحاذاة الجدار الغربي للمسجد الأقصى من الجنوب إلى الشمال مرورا بخمسة أبواب من أبواب الأقصى.
وقد أدت الحفريات إلى انهيارات وتشققات في المباني المقدسية والبيوت، ووصل حفر النفق إلى عمق 11-14 مترا.
وفي العام 1987 أعلن الاحتلال عن اكتشاف قناة مياه سبق أن اكتشفها الجنرال الألماني كونراد تشيك بطول ثمانين مترا، كما حاول الاحتلال استكمال الحفريات إلى ملتقى باب الغوانمة وتوصيل النفق بقناة المياه، وذلك عام 1988 فتصدى المقدسيون له.
لكن المحاولة تواصلت سرا إلى أن تم وصل طرفي القناة وفتح باب خارجي أسفل المدرسة العمرية على خط طريق المجاهدين، وذلك في فترة حكومة بنيامين نتنياهو عام 1996، حيث اندلع على أثرها مواجهات بين الاحتلال والفلسطينيين في القدس والأراضي المحتلة بما عرفت بهبة النفق.
ويعتبر هذا النفق الأشهر والأطول، وهو أهم نفق حفره الاحتلال ويصل طوله إلى نحو 450 مترا، وارتفاعه إلى مترين ونصف، ويحتوي اليوم على منشآت أخرى، متحف، ومطاهر، وكنس، وعروض، وغيرها.
وقام على الحفريات من أولها إلى شبه النهاية ما تسمى وزارة الأديان الإسرائيلية بإشراف معاهد ومؤسسات حفرية، كقسم العلوم الأثرية في الجامعة العبرية، ثم تولت ما تسمى سلطة الآثار الإسرائيلية الحفريات بتمويل حكومي من شركة صندوق إرث المبكى التابعة مباشرة لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية.
2- نفق باب القطانين-سبيل قاتباي
حاول الاحتلال بتاريخ الـ21 من أغسطس/آب 1981 إعادة فتح النفق الواصل بين باب القطانين باتجاه الشرق نحو قبة الصخرة، وهو النفق الذي تحدث عنه الكولونيل وارين عام 1887، فاعتصم المقدسيون داخله بعد أن كشفوا أن الحفريات وصلت إلى منطقة بئر سبيل قايتباي -داخل حدود الأقصى- وقامت دائرة الأوقاف بصب البئر بالخرسانة لمنع مواصلة حفر النفق نحو قبة الصخرة.
3- نفق حمام العين
بدأ العمل به نهاية العام 2004 وأوائل عام 2005 أسفل وقف حمام العين نهاية طريق باب الواد في القدس القديمة، وبضمنه حفر تحت الأرض لقاعات تاريخية، والهدف الوصل بين هذه القاعات التي تم الكشف عن حفرها لاحقا وبين النفق الغربي، ويصل طول النفق إلى مئتي متر.
انطلقت الحفريات بتمويل جمعية "عطيرة كوهنيم" ثم انتقلت إلى "صندوق إرث المبكى"، وقامت بالحفريات سلطة الآثار الإسرائيلية، والعمل في النفق في نهايته، ويستعمل حاليا بشكل محدود.
4- قاعة سلسلة الأجيال
هي عبارة عن نفق عرضي طولي يتصل بأنفاق الجدار الغربي للأقصى من الجهة الغربية الشمالية له، وهو عبارة عن سبع غرف تحت الأرض تحكي تاريخ الشعب اليهودي عن طريق الشكل والحجر الميزايكا والمؤثرات الصوتية، وتواصل العمل بهذا النفق المتحف سبع سنوات سرا من عام 1999 وحتى 2006.
5- نفق مغارة سلوان
عبارة عن تجويف صخري يمتد من يمين باب العامود باتجاه الشمال أسفل بيوت القدس القديمة، وعلى امتداد نحو ثلاثمئة متر، ولا تعرف نقطة النهاية، وتم حفر نفق اعتبره الاحتلال مخرج طوارئ قريبا من باب الساهرة.
6- نفق سلوان الجديد
كشف بتاريخ الـ17 من يونيو/حزيران 2006 عن نفق قريب من مجمع عين سلوان وسط بلدة سلوان -الواقعة جنوب الأقصى- ويصل عمق النفق إلى 12 مترا قامت عليه جمعية إلعاد الاستيطانية، وتبين لاحقا أن هذا النفق حفر لوصل جزأين من نفق سلوان-وادي حلوة.
7- نفق سلوان الشرقي
في الـ28 من يناير/كانون الثاني 2007 كشف عن قيام جمعية إلعاد بحفر نفق جديد يصل بين أسفل حي سلوان عن يمين المسجد الأقصى، ويتجه نحو الشمال.
وكشف عن درج متدرج، لكن بعد أشهر تم توقف الحفريات في المنطقة، ويعتقد أن هناك نفقا أطول في الجهة الموازية أي عن يسار المسجد للمتجه نحو الشمال باتجاه المسجد الأقصى.
8- نفق وادي حلوة
بدأ العمل فيه مطلع العام 2008على مقاطع، وينطلق من وادي حلوة-بيوت آل صيام، ويتجه إلى الجنوب باتجاه وسط سلوان، وهو نفق صخري ولا يزال العمل يتواصل فيه حتى الآن مع وجود بعض التفريعات الجانبية.
9- نفق سلوان-وادي حلوة
وهو النفق الذي كشف عنه عام 2009 أسفل الجهة الغربية لمسجد عين سلوان باتجاه الشمال نحو مدخل حي وادي حلوة، وتم الكشف عن مراحل النفق بالتدريج على عدة سنوات، والتقى هذا النفق بنفق وادي حلوة ليشكلا نفقا واحدا طوله نحو ستمئة متر، تضاف إليه أجزاء أخرى في أعالي حي وادي حلوة (حفريات جفعاتي).
10- نفق وادي حلوة-الزاوية الجنوبية الغربية للأقصى
هذا نفق يتم الدخول إليه أسفل مبتدأ حي وادي حلوة -حفريات جفعاتي- باتجاه الشمال، يخترق أسفل السور التاريخي للقدس القديمة، ويصل إلى الزاوية الجنوبية الغربية للأقصى، ويتم الخروج منه عبر فتحة في منطقة القصور الأموية الغربية.
11- حفريات أسفل أساسات المسجد الأقصى
هي عبارة عن حفريات أسفل الجدار الغربي للأقصى تمتد من الزاوية الجنوبية الغربية باتجاه الشمال لتصل تقريبا أسفل باب المغاربة (ثمانون مترا)، وكشفت هذه الحفريات عن الحجارة العملاقة التي تشكل أساسات الأقصى وأيضا المنطقة الصخرية، ولا يزال العمل فيها جاريا ولا يسمح بالدخول إلى هذه المنطقة رسميا، لكن يمكن مشاهدة بعض أجزائها.
12- النفق اليبوسي أسفل هضبة سلوان
هو عبارة عن نفق في الصخر والممر المائي في الفترة اليبوسية يتفرع لنفقين يبدآن من أسفل مدخل هضبة سلوان جنوب الأقصى (البؤرة الاستيطانية-مركز زوار مدينة داود)، وينتهيان في منطقة حي البستان وسط بلدة سلوان، وطولهما نحو 350 مترا.
وتم حفرهما بتمويل ومبادرة جمعية إلعاد الاستيطانية، وقامت بالحفر سلطة الآثار الإسرائيلية، ولا يزال العمل مستمرا في الأنفاق الستة الأخيرة بشكل أو بآخر، وهناك حفريات تحت الأرض، مثل حفريات قاعة قلعة داود، وحفريات نفقي مصعد حارة الشرف (بالخطيط).
الأهداف
بشكل عام هدف الحفريات والأنفاق هو البحث عن بقايا أثرية يهودية قد تشكل دليلا أو شاهدا على وجود تاريخ لليهود في القدس، ولكن وجه الخصوص هو البحث عن بقايا وأدلة على وجود الهيكل الأول أو الثاني، لنسج رواية استعادة بناء الهيكل الثالث المزعوم.
كما تهدف سلطات الاحتلال إلى استحداث تاريخ عبري موهوم عبر ادعاء ربط الموجودات الأثرية في الفترة العبرانية بالقدس.
أما الهدف الآخر فهو طمس وتدمير الآثار الإسلامية والعربية العريقة التي تشكل الدليل الحقيقي على الحضارة والعربية والإسلامية العريقة في القدس.
كما تعمل السلطات الإسرائيلية على استجلاب باقي اليهود إلى الأرض الموعودة، وربط السياح الأجانب بهذه الأرض، خاصة المسيحيين، إضافة إلى بناء مدينة يهودية تاريخية، عوضا عن عدم العثور على بقايا وأدلة على الهيكل المزعوم.
مخاطر وتبعات
أدت الحفريات إلى تدمير ممنهج لكثير من الآثار فوق الأرض وتحتها، وهدم طبقات أثرية من كل الفترات (العربية، ثم الإسلامية، من الأموية وحتى العثمانية).
كما أدت إلى إحداث تشققات وهدم في جدران وأرضيات ومباني المسجد الأقصى، ومباني القدس القديمة، وسلوان، في محاولة لتهويد محيط الأقصى وتغييب المعالم الحضارية، خاصة العليا والعملاقة.











































