استضاف برنامج "قصص نسائية" في حلقته الثانية الشابة الأردنية بتول محيسن، العاملة الشبابية والناشطة في مجال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ومؤسسة المشروع الريادي "كن مبدعًا"، في حلقة حملت عنوان "الإبداع يبدأ من فكرة".
تحدثت محيسن خلال اللقاء عن بدايات مشروعها "كن مبدعًا"، الذي يجمع بين التعليم، الإبداع، والتكنولوجيا، ويهدف إلى تنمية المهارات الحياتية والإدراكية للأطفال من خلال أدوات تعليمية حسية وتفاعلية تُشجعهم على التعبير عن الذات وتقبّل الاختلاف.
وقالت محيسن إن فكرة المشروع وُلدت بالصدفة أثناء تقديمها لجلسة توعوية في إحدى المدارس، حيث لاحظت أن الأطفال يفتقرون إلى الثقة بالنفس ولا يمتلكون مساحة كافية للتعبير عن مشاعرهم أو فهم الآخر المختلف عنهم، مضيفةً:
"الطفل مبدع بالفطرة، لكن دورنا أن نمنحه المساحة ليسمع نفسه ويعبّر عن ذاته بطريقته الخاصة".
وأوضحت أن المشروع بدأ بإنتاج أدوات تعليمية تفاعلية تساعد الأطفال على تعلّم مفاهيم الرياضيات واللغة بطريقة ممتعة، إلى جانب ألعاب جماعية تُعزز مهارات القيادة والتعاون. وأشارت إلى أن المشروع يركز كذلك على الاستدامة البيئية، حيث تُصنع المواد من ورق مُعاد تدويره وأحبار صديقة للبيئة.
من أبرز الأنشطة التي تحدثت عنها محيسن كانت لعبة "جرة التعاطف"، وهي أداة تعليمية تُعرّف الأطفال بمفهوم التعاطف من خلال مواقف حياتية تحاكي تجارب فئات مختلفة في المجتمع، مثل الأطفال ذوي الإعاقة أو اللاجئين، وتساعدهم على فهم الآخرين ووضع أنفسهم مكانهم.
وخلال الحلقة، أعلنت محيسن عن خطوة جديدة في مشروعها، قائلة:
"حصلنا مؤخرًا على طابعة ثلاثية الأبعاد (3D Printer)، وسنبدأ بتدريب الأطفال على تصميم منتجاتهم بأنفسهم، ودمج التكنولوجيا بالتعليم الحسي والإبداعي".
وأكدت أن المشروع يسعى لأن يكون منصة مستقلة توفر مساحات آمنة للأطفال واليافعين للتعبير عن مشاعرهم، ومكانًا يحتضن أفكارهم الريادية الصغيرة.
وتطرقت أيضًا إلى دور التعليم في بناء الإبداع، مشيرة إلى أن النظام التعليمي التقليدي بحاجة إلى دمج أكبر للجانب القيمي والنفسي مع التعليم الأكاديمي، لأن "الإبداع لا يُولد من المناهج فقط، بل من التجربة والتعبير والخيال".
وختمت محيسن حديثها برسالة موجهة للأطفال واليافعين:
"آمنوا بأنفسكم، واستمعوا لصوتكم الداخلي، وخذوا من الحياة ما يبنيكم، لا ما يقيّدكم".
يُبث برنامج "قصص نسائية" كل يوم اثنين عند الساعة 2:30 على راديو البلد، مستعرضًا قصص نساء أردنيات يُحدثن التغيير في مجتمعاتهن عبر الإبداع والعمل المجتمعي.











































