
أمانة عمان: افتتاح متنزهين وتجديد مرافق متعددة في احتفالات يوم المدينة

منذ الاحتفال بمرور مئة عام على تأسيس الدولة الأردنية قبل عامين، قررت الحكومة تخصيص الثاني من آذار يوما لمدينة عمان، بهدف تسليط الضوء على تاريخها ومسيرتها التنموية، وإبراز دور سكانها وزوارها في تشكيل ملامحها الحديثة.
يعود اختيار هذا التاريخ إلى ذكرى وصول الملك المؤسس عبد الله الأول إلى عمان عام 1921، حيث أصبحت آنذاك عاصمة لإمارة شرق الأردن، ثم لاحقا عاصمة للمملكة الأردنية الهاشمية.
وخلال السنوات الثلاث الماضية شهدت العاصمة تطورات بارزة في مختلف القطاعات الخدمية، ساهمت في تحسين جودة الحياة وتطوير بنيتها التحتية.
ففي قطاع النقل العام، تم تشغيل مساري حافلات التردد السريع (الباص السريع) في عامي 2021 و2022، ما وفر وسيلة نقل حديثة وفعالة.
كما أطلقت أمانة عمان خطة استراتيجية للأعوام 2022-2026، تشمل 212 مشروعا ومبادرة بكلفة 918 مليون دينار، أنجز منها حتى نهاية 2024 ما نسبته 62.2%، مع التزام بلغ 82%.
تطور العاصمة عمان
الناطق الإعلامي باسم أمانه عمان الكبرى الدكتور ناصر الرحامنة يوضح لـ "عمان نت"، أن العاصمة عمان حققت إنجازات كبيرة منذ تأسيسها، حيث تميزت بتطورها العمراني والبنية التحتية الحديثة، مع حفاظها على طبيعتها وجبالها التي شكلت جزءا من هويتها على مر السنين.
ويشير الرحامنة إلى أبرز الإنجازات التي نفذتها الأمانة خلال السنوات الماضية في مختلف القطاعات، مؤكدا أن من يتابع المسار الطبيعي والتاريخي لعمان يدرك حجم النمو والتطور السريع الذي شهدته، حيث شهدت العاصمة توسعا في بنيتها التحتية، بما في ذلك الجامعات والمستشفيات والمرافق العامة، مما عزز مكانتها كمدينة حديثة ومتطورة.
ويضيف أن من بين المشاريع البارزة التي ساهمت في تحسين جودة الحياة في عمان مشروع الباص السريع، لافتا إلى أن المدينة تعد واحدة من المدن القليلة التي تشهد تطورا ملحوظا خلال فترات زمنية قصيرة، بحيث يلحظ العائد إليها بعد غياب تغييرات كبيرة في ملامحها.
كما يشدد على أهمية التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على هوية عمان الأصيلة وتراثها، مشيرا إلى أن الأمانة تحرص على أن تعكس مختلف الفعاليات الثقافية والاجتماعية، وكذلك مشاريع البنية التحتية، الطابع المميز للعاصمة، مضيفا أن رؤية عمان كمدينة ذكية ومستدامة لا تلغي ضرورة الحفاظ على هويتها، بل تسعى الأمانة إلى دمج هذا البعد في كل تفاصيل العمل والتخطيط العمراني.
فعاليات يوم المدينة
تزامنا مع هذا القرار، تنظم أمانة عمان سلسلة من الفعاليات الإعلامية والميدانية احتفاءً بيوم مدينة عمان، تتضمن عروضا متنوعة.
ومن بين هذه الفعاليات، تم توزيع 10,000 كتاب بهذه المناسبة، إلى جانب افتتاح متنزهين جديدين، بالإضافة إلى إعادة تأهيل وافتتاح عدد من المتنزهات الموجودة ضمن حدائق المدينة بحلة جديدة. كما شهد وادي الحدادة أعمال صيانة ليصبح مرفقا مخصصا للخدمات الاجتماعية وكبار السن.
تتضمن الاحتفالات مجموعة واسعة من الأنشطة، من بينها تزيين المدينة بمناسبة تعريب الجيش، وشهر رمضان، ويوم المدينة، لا سيما في منطقة وسط البلد.
إضافة إلى ذلك، تم إطلاق مسابقة تصوير فوتوغرافي تبرز معالم عمان وجمالياتها المختلفة، حيث يتم عرض المشاركات المتميزة عبر منصات التواصل الاجتماعي التابعة لأمانة عمان.
وفيما يتعلق بخطط الأمانة المستقبلية، فهي تسعى إلى تعزيز البنية التحتية في مختلف المجالات، بما في ذلك إعادة تعبيد وفتح الطرق، وتنفيذ المشاريع الكبرى، وتطوير المتنزهات، وزيادة المساحات الخضراء، وتوسيع الفضاءات الثقافية والحضارية، فضلا عن تنظيم الفعاليات الاجتماعية والثقافية.
كما تعمل الأمانة على تسهيل إجراءات ترخيص الأبنية من خلال النظام المعدل، الذي يتيح خصما بنسبة 75% على رسوم الترخيص للمباني المخالفة حتى نهاية عام 2025.
وفي إطار تعزيز السياحة في المدينة، أطلقت الأمانة 13 مسارا سياحيا جديدا، من بينها مسار الإيلاف القرشي التجاري، مسار درب المعمودية (طريق الحج المسيحي)، ومسار نهر عمان، بهدف إبراز الهوية التاريخية والثقافية للمدينة.
تحديات العاصمة
رغم الانجازات التي حققتها العاصمة على مر السنوات إلا أن التحدي الأكبر الذي تواجهه اليوم هي نسبة السكان المرتفعة لما تشكله من ضغوطات على الجوانب الاقتصادية والخدماتية، الأمر الذي يشدد فيه خبراء في التصميم الحضري واقتصاديون على أهمية وضع استراتيجيات فعالة لضمان توزيع سكاني أكثر توازنا مما يتيح للجميع الحصول على الخدمات الضرورية دون تفاوت.
بحسب تقديرات عام 2025، يبلغ عدد سكان عمان نحو 5.2 مليون نسمة، مما يجعلها واحدة من أسرع المدن نموا في المنطقة، وأكبر مدن المملكة من حيث عدد السكان.
ويؤثر تمركز ما يقارب نصف سكان الأردن في العاصمة بشكل مباشر على تكاليف المعيشة والنمو الاقتصادي، إذ تتباين تكاليف السكن ومتطلبات الحياة اليومية بشكل واضح بين عمان وبقية المحافظات، ما يخلق فجوة اقتصادية واجتماعية بينهما.
في هذا السياق، برز الحديث خلال السنوات الأخيرة عن مشروع "المدينة الجديدة"، حيث أعلنت الحكومة عن خطط لإنشائها ضمن رؤية اقتصادية واستراتيجية مالية محددة، مرحبا العديد من الخبراء بهذا المشروع، شريطة معالجة التحديات التي تعاني منها العاصمة، بدلاً من تكرارها.
ووفقا للحكومة، يهدف المشروع إلى إنشاء مدينة مستدامة وذكية، توفر بنية تحتية متكاملة، وتتيح فرصا استثمارية محلية ودولية، إلى جانب تخفيف الضغط السكاني والمروري في عمان، وخلق فرص عمل جديدة.
من جهته، يرى مستشار التصميم الحضري، الدكتور مراد الكلالدة، أن رؤية التحديث الاقتصادي لم تعالج قضية التمركز السكاني بالشكل الكافي، بل عززته عبر طرح فكرة "عمان الجديدة"، مما قد يؤدي إلى زيادة التركز السكاني في العاصمة ليصل إلى أكثر من 90% في منطقة واحدة.
ويؤكد الكلالدة على ضرورة إعادة النظر في الرؤية الاقتصادية، ودعم مجالس المحافظات، ووقف استقطاب السكان إلى عمان، عبر إنشاء مدن جديدة متكاملة بالقرب من مراكز المحافظات مثل "السلط الجديدة" و"الطفيلة الجديدة"، بحيث تكون مدعومة بأنشطة اقتصادية تناسب كل منطقة.