أزمة حماس- عمان..عقدة إضافية في العلاقة

الرابط المختصر

تعهد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مؤتمر مشترك مع رئيس الوزراء معروف البخيت بان وفدا أمنيا سياسيا فلسطينيا سيزور المملكة لمتابعة القضية التي أعلنتها الحكومة،
لكن السؤال الذي أثير كيف سيستطيع عباس لعب دور الوساطة بين الأردن وحماس في الوقت الذي تشهد علاقته مع حماس توترا شديدا.

الحركة الإسلامية في الأردن وقفت موقف المدافع عن حركة حماس حتى قبل خروج نتائج التحقيق وجدد حزب جبهة العمل الإسلامي انتقاده للموقف الرسمي الأردني اتجاه القضية حتى بعد ان أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن اطلاعه على تفاصيل القضية، ويعلق أمين حزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني رشيد قائلا " تصريحات أبو مازن لا تحظى بمصداقية لدينا وما زلت اشكك بالرواية، وهذه التصريحات لا تليق بدولة كالأردن على الحكومة ان تقدم الأدلة، ولو كان هناك أسلحة فعلا كان أولى على الحكومة معالجتها بأسلوب مؤسسي بالحوار وليس بالإعلام ".

ونفى بني رشي ان يكون عرض على حزب الجبهة دور الواسطة لحل الأزمة أثناء لقاء رئيس الوزراء بنواب كتلة حزب جبهة العمل الإسلامي وقال ان الأمر لا يحتاج الى واسطة إنما يحتاج الى بحث مباشر مع الحكومة الفلسطينية.

ربما تسوية الملف بين الطرفين قد لا تحتاج الى وقت طويل، وهذا واضح في الإشارات الايجابية التي أطلقها رئيس الوزراء معروف البخيت والتي تعد مؤشراً على خطوات قريبة لاحتواء القضية، كما ان حركة حماس - في الداخل- اتسمت في العقلانية في ردها، ووعدت بالتحقيق في القضية، لكن الموقف التصعيدي جاء من قبل قادة حماس في الخارج، و قيادات الحركة الإسلامية في الأردن.

لكن كيف تعامل الموقف الرسمي الأردني مع الأزمة؟ وما مستقبل العلاقة بين الحكومة الأردنية و الفلسطينية التي تتزعمها حركة حماس بعد التطورات الأخيرة؟

الكاتب الصحفي عريب الرنتاوي يرى ان "العلاقات بين الأردن وحماس دخلت في مرحلة جديدة تقوم على الشكوك المتبادلة والتصعيد الذي تخطى القنوات الدبلوماسية الى وسائل الإعلام، لكنا لاحظنا في الساعات الأخيرة ميلا متبادلا للتهدئة واحتواء الأزمة وهذا واضح في تصريحات رئيسي الوزراء الأردني والفلسطيني".

والجديد في العلاقة بين حماس والأردن -حسب الرنتاوي- دخول العامل الأمني بعدما كانت الخلافات بين الطرفين سياسية، وهذا أضاف عقد جديدة في العلاقة.

ويضيف الرنتاوي " كان يجب على الحكومة ان تقدم معلومات أكثر عن قضية الأسلحة التي واجهت التشكيك، كما المطلوب من الحكومة عدم الاكتفاء بمخاطبة الجهات الرسمية الفلسطينية في غرف مغلقه إنما الإجابة على الأسئلة التي انتشرت في أوساط الرأي العام لان مسالة بهذه الأهمية وبهذا الحزم لا يجوز التعامل معها بكل هذا الإيجاز ومن مصلحة الحكومة والرأي العام الأردني ان يكون على بينه مما جرى، وعلى حماس أيضا ان تجيب على أسئلة الرأي العام".

وفي تقييمه للتعامل الرسمي مع الأزمة يقول الكاتب فهد الخيطان " ان الحكومة قد أخطأت عندما ألغت زيارة الزهار و كان الأجدى ان تطرح جميع الأمور الأمنية الخطيرة أمام الزهار وتعالجها، وهذا سيكون محرج لحماس أكثر من الإعلان عنها على الملأ"، معتبرآ ان توقيت الإعلان بالتزامن مع زيارة الزهار هو الذي اثار الشكوك حول مصداقية هذة الاتهامات.

ودعا الخيطان الحكومة للحوار مع حماس على اعتبارها حكومة وليس حركة مقاومة وأضاف عن مستقبل العلاقة بين الحكومتين " ان العلاقات ستستمر بين الحكومتين وسيزور الزهار الأردن في مرحلة قريبة، كما هناك لجنة سياسية أمنية فلسطينية سوف تزور الأردن لمناقشة ملف الأسلحة ".

جاء إعلان الأردن عن قيام عناصر من حركة حماس باخال أسلحة لأراضيه ليزيد الفجوة في العلاقة بين الحكومة وحماس والتي هي في الأصل علاقات لم تكن جيدة شابها الكثير من التوتر
طوال السنوات العشر الماضية، وكانت عمان من العواصم العربية القليلة التي لم تستقبل وفود من حركة حماس بقيادة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل بعد فوزها في الانتخابات التشريعية الأخيرة .