
"أبو غزالة: إيران عصية على الهزيمة.. وإسرائيل تتجه نحو الانهيار الداخلي بحلول 2027!"

في حوار تلفزيوني مثير للجدل بثته قناة OTV ونُشر عبر يوتيوب، قدّم الدكتور طلال أبو غزالة، المحلل السياسي والاقتصادي البارز، قراءة تحليلية عميقة للصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل، مؤكدًا أن إيران تمتلك مقومات الصمود التي تجعلها عصية على الهزيمة في هذه المواجهة. استند أبو غزالة في تحليله إلى "حقائق التاريخ والجغرافيا"، مشيرًا إلى أن إيران، بتاريخها الذي يمتد لآلاف السنين، وجغرافيتها الشاسعة، وسكانها الذين يقارب عددهم 100 مليون نسمة، تمثل قوة إقليمية لا يمكن القضاء عليها بسهولة.
إيران: قوة ذاتية وصمود استراتيجي
أكد أبو غزالة أن إيران طورت قدرات عسكرية ذاتية متقدمة، تشمل إنتاج المسيّرات والصواريخ الباليستية، التي أصبحت موردًا حتى لدول كبرى مثل روسيا، التي استوردت هذه الأسلحة لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا. وأشار إلى أن إيران تمتلك أكثر من 20,000 صاروخ، مما يعزز موقعها كقوة ردع لا يستهان بها. كما سلط الضوء على التخطيط الاستراتيجي الإيراني، موضحًا أن مراكز الأبحاث النووية الإيرانية موزعة على جغرافيا البلاد ومحصنة تحت الأرض على عمق يصل إلى 800 متر، مما يجعلها خارج نطاق الضربات العسكرية التقليدية.
ورفض أبو غزالة الادعاءات التي تتحدث عن ضعف إيران بسبب اغتيال قادتها أو وجود عملاء داخليين، معتبرًا أن وجود عملاء ظاهرة طبيعية في كل دولة، وأن إيران تمتلك آلاف العلماء الذين يواصلون العمل في مراكز أبحاث متعددة، مما يضمن استمرارية برامجها العلمية والعسكرية. وأضاف أن إيران تخطط لحرب وجودية، مؤمنة ببقائها، بينما يعاني خصمها من عدم الثقة باستمراريته.
إسرائيل: احتلال هش وانهيار داخلي وشيك
في المقابل، وصف أبو غزالة إسرائيل بأنها "سلطة احتلال" يبلغ عمرها 100 عام فقط، تعتمد كليًا على الدعم الخارجي، خاصة من الولايات المتحدة والغرب، سواء في السلاح أو التمويل أو الدعم السياسي. وتوقع أن تواجه إسرائيل انهيارًا داخليًا وحربًا أهلية بسبب الانقسامات السياسية العميقة بين مؤيدي ومعارضي النظام الحاكم، خاصة مع اقتراب الانتخابات. وأشار إلى أن التوازن بين الطرفين في إسرائيل "شبه متساوٍ"، مما ينذر بصراع داخلي مدمر.
كما قارن أبو غزالة بين صمود غزة، التي واجهت آلة الحرب الإسرائيلية لسنوات دون أن تُهزم، وبين إيران، التي تمتلك موارد وإمكانيات أضخم بكثير. وتساءل: "إذا لم تستطع إسرائيل هزيمة غزة، التي هي أصغر من شارع في طهران، فكيف يمكنها هزيمة إيران؟"، مؤكدًا أن الاعتماد الإسرائيلي على الدعم الخارجي يجعلها عرضة للانهيار إذا توقف هذا الدعم.
حرب عالمية ثالثة بدأت بالفعل
ربط أبو غزالة الصراع الإيراني-الإسرائيلي بسياق أوسع، معتبرًا أنه جزء من حرب عالمية ثالثة بدأت بالفعل، لكنها تختلف عن الحروب التقليدية. وأوضح أن هذه الحرب ليست قائمة على زحف الجيوش، بل على التكنولوجيا، الاقتصاد، العقوبات، والاستخبارات. وأشار إلى أن الصراع يتمحور حول الهيمنة العالمية بين القطبين الصيني والأمريكي، متوقعًا أن يستمر حتى عام 2027، عندما أعلنت الصين عزمها ضم تايوان رسميًا، مما سيؤدي إلى احتكاك مباشر مع الولايات المتحدة.
واعتبر أبو غزالة أن تايوان، التي تُنتج 2% من الرقائق الإلكترونية العالمية الحيوية، ستكون نقطة الصراع النهائية التي ستحدد شكل النظام العالمي الجديد. وأعرب عن أمله في أن يؤدي هذا الصراع إلى نظام عالمي ثنائي القطبية (أمريكي-صيني) بدلاً من هيمنة قطب واحد.
أهداف الحرب: تغيير النظام أم ردع نووي؟
كشف أبو غزالة أن الهدف المعلن لإسرائيل، كما صرح رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، هو تغيير النظام في إيران، داعيًا الشعب الإيراني للثورة ضد حكومته. لكنه وصف هذا الهدف بأنه "انتحاري"، معتبرًا أن إيران ليست غزة أو لبنان، بل دولة عظمى تمتلك موارد ضخمة وجغرافيا شاسعة تجعل احتلالها أو إسقاطها أمرًا مستحيلاً. وأضاف أن إسرائيل تفتعل هذا الصراع بحجة منع إيران من امتلاك السلاح النووي، بينما تتجاهل الدول الغربية امتلاك إسرائيل نفسها لأسلحة نووية.
وعن السلاح النووي، أكد أبو غزالة أنه سلاح ردع وليس للاستخدام، مشيرًا إلى أن المعاهدات الدولية تمنع استخدامه، وأن أي دولة تلجأ إليه ستدمر نفسها. وانتقد الهجوم الإسرائيلي المزعوم على مفاعلات نووية إيرانية، معتبرًا أنه خرق دولي سيُدين إسرائيل في المستقبل.
دور القوى العظمى: روسيا والصين وأمريكا
تطرق أبو غزالة إلى دور القوى العظمى في الصراع، مشيرًا إلى أن روسيا والصين ترسلان إشارات باستعدادهما للوساطة، لتذكير الولايات المتحدة بوجودهما ومصالحهما. وأشار إلى اتفاقية استراتيجية مدتها 50 عامًا بين إيران والصين، تُعزز مكانة طهران في الصراع العالمي. كما لفت إلى تحرك حاملة طائرات أمريكية من بحر الصين الجنوبي إلى الشرق الأوسط، معتبرًا ذلك إشارة إلى قلق واشنطن من خسارة نفوذها في المنطقة.
المستقبل: حرب مفتوحة وصمود إيراني
ختم أبو غزالة حديثه بالتأكيد على أن الحرب بين إيران وإسرائيل ستظل مفتوحة، كما هي الحرب في غزة، دون أمد محدد. وأكد أن إيران قادرة على الاستمرار اقتصاديًا وعسكريًا، مستشهدًا بصمود غزة رغم الحصار والدمار. وتوقع أن تُحسم المعركة لصالح من يصمد أطول، وهو إيران، بينما تتجه إسرائيل نحو "الانتحار" بسبب غرور قادتها وسوء إدارتها.