إن وسائل الإعلام الإخبارية هي معقل المجتمع الذي يحاسب السلطة ويبقي المجتمعات على اطلاع ويساعد في تشكيل الرأي العام. ومع ذلك، لطالما فشل وجه القيادة الإعلامية في أن يعكس تنوع الجماهير التي تخدمها.
بالرغم من أن أكثر من نصف سكان العالم هم من النساء، النوع الاجتماعي هو أكبر فئة من فئات التنوع – ومع ذلك لا يزال تمثيل المرأة في القيادة وصوتها في المحتوى الإخباري خافتاً.
وقد عمل برنامج WAN-IFRA WIN على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية على تحقيق هذا الهدف، وأطلقت العام الماضي نقابة WIN: وهي مبادرة رائدة تهدف إلى ضم مجموعة من القيادات النسائية الإعلامية الملتزمة بدعم المساواة والشمول والتنوع في هذا المجال.
في الوقت الذي يتعرض فيه التقدم نحو تحقيق المساواة الجندرية لتهديدات متزايدة، تقدم النقابة منصة مهمة للنساء لقيادة التغيير بشكل جماعي في القيادة الإعلامية.
تضم النقابة مديرات تنفيذيات إعلاميات رفيعات المستوى من ثلاث مناطق: أفريقيا والمنطقة العربية وجنوب شرق آسيا، تخلق النقابة مساحة سرية للإرشاد والتعاون والمناصرة بين الأقران.
القيادة من الأمام
تنطلق النسخة الأولى من قمة القيادات النسائية في شبكة النساء العاملات في مجال الإعلام في ملاوي في نهاية هذا الأسبوع، من 21 إلى 24 فبراير/شباط 2025.
تجمع القمة الشخصية 19 امرأة على رأس مؤسسات إخبارية كبرى، بما في ذلك سو ميات واي (مؤسسة ومديرة تحرير ثان لوين خيت نيوز، ميانمار)، وسيترا براستوتي (رئيسة تحرير KBR، إندونيسيا)، والحائزات على جائزة وان-إيفرا للقيادة التحريرية في شبكة WAN-IFRA WIN ديما الخطيب (المديرة التنفيذية, AJ+، فلسطين/سوريا) وبياتريس بانداوي (مديرة تحرير صحيفة الغارديان المحدودة، تنزانيا)، وعطاف الروضان (رئيسة تحرير شبكة عمَّان نت، الأردن)، وفيث زابا (محررة صحيفة زيمبابوي إندبندنت، زيمبابوي).
”ترتكز النقابة على حقيقة أن غرف الأخبار الشاملة تؤدي إلى صحافة أفضل ومشاركة أوسع للجمهور ونتائج أعمال أقوى. فالمساواة الجندرية مسألة استدامة مالية وضرورات أخلاقية غير قابلة للتفاوض“. المديرة التنفيذية لبرنامج WAN-IFRA WIN ميلاني ووكر.
وقد عقدت النقابة عدة جلسات مغلقة لتوجيه الأقران، بقيادة المدربة تامالا شيروا المعتمدة من مؤسسة التمويل الدولية، حيث استكشفت المشاركات التحديات القيادية وتبادل الحلول.
وقد عززت هذة الجلسات بيئة داعمة حيث تناقش القيادات النسائية من هذه الأسواق المتنوعة قضايا مثل الإدارة والقيادة في غرف الأخبار التي تعاني من شح الموارد، وتخطيط التعاقب الوظيفي، والضغط المستمر لتحديد مصادر جديدة للإيرادات في مجال شديد التنافسية.
كما سمحت هذه المناقشات لأعضاء النقابة بالتفكير في العوائق المنهجية التي يواجهنها، مثل نقص تمثيل المرأة في الأدوار القيادية، والتحيزات الثقافية والمؤسسية التي لا تزال قائمة في المشهد الإعلامي.
تحقيق أكثر من مهمة
تتمثل إحدى النتائج الرئيسية لقمة ملاوي في تطوير القيادة: إعلان حازم من أعضاء النقابة لتحقيق تغيير هادف وقابل للقياس في مجال الإعلام.
وقالت باميلا ماكوتسي سيتوني، عضو نقابة WIN المحررة التنفيذية السابقة لصحيفة ديلي نيشن في كينيا: ”نحن نسعى لتسريع وتيرة التغيير في إيصال المزيد من النساء إلى القيادة الإعلامية، والتأثير على معايير المجال الإعلامي لتعميم المساواة الجندرية، وتطوير الجيل القادم من القادة من خلال توجيه ودعم بعضنا البعض والنساء الأخريات“.
وأضافت: ”بينما نستعد لقمة نقابة WIN، ندعو جميع العاملين/ات في قطاع الإعلام للانضمام إلينا في سد الفجوة في القيادة وخلق مستقبل أكثر إنصافًا وشمولاً للجميع“.

